كنا نعجب كيف كان الشخص يتفنن في نحت صنمه, أو في اختياره وشرائه ,وستر عواره والتغاضي عن كل التناقضات فيه, وعن كونه "لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا" ولا ينطق..."ما هؤلاء ينطقون"..ورأينا في عصرنا مثل ذلك نحو آلهة بشرية تم تضخيمها وتقديسها وتقديرها, ثم تمجيدها وتعظيمها, وإسباغ الهالات الهستيرية عليها, والتغاضي عن كونها بشرية فضلا عن عوارها وتناقضها, ثم التلقي منها كمصادر للعقل والحكمة والعلم والتنوير والتحضر ووو....
قصدت التعميم لأنه لا فرق بين متأله باسم القوانين، ومتأله باسم الشرائع والكتب السماوية، ومن البشر من توقفوا عن استعمال عقلهم بل وبصرهم وفطرتهم التي وهبهم الله تعالى إياها، وتغاضوا بهوى أو إفراط عن أي خطايا وتساؤلات ومرروها وابتلعوها، وزاغوا فزاغت قلوبهم، وقلبت أفئدتهم وأبصارهم بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يفسقون...، المسألة حذر منها القرءان الكريم بأشكالها "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله" والبداية لعلها تكون بوضع حاجز بين العبد وبين كرامة ابن آدم في التدبر بالتفكير، وفي الإرادة بالحرية التي ميز بها وهي مدار التكليف..الأرباب المعظمة والآلهة أحيانا تكون باسم الدساتير وأحيانا باسم الكتاب والسنة أو التوارة أو الانجيل كالأحبار والرهبان..وأمتنا تتبع سنن من كان قبلها شبرا بشبرـ فالدساتير والقوانين لعلها نتيجة وليست سببا، والبداية الأخف والأدق للابتداع والضلالات والانحراف الذي أصاب الأمم سابقا هو كونها لابسة ثوب الشريعة وفهم الشريعة، وهو التأله باسم الدين والتقليد الأعمى كما لدى أهل الضلالات قديما وحديثا وبذرته التقديس الخفي والإجلال غير المنضبط، وإلغاء العقل والبصر والبصيرة أحيانا وهذا ما يدفع لاتباع زلة وزيغ هذا وذاك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق