الثلاثاء، 22 مايو 2012

سلسلة تقويم الطب البديل"1": إني عرفت دواء الطب من وجعي ... وما عرفت دواء المكر والخدع!



إني عرفت دواء الطب من وجعي  ...   وما عرفت دواء المكر والخدع!

أيتها الأمة التي تتلمس الأن رؤية نقية، وتستشرف مستقبلا أصيلا حديثا في ذات الوقت، رسالتنا إليك لبنة في بناء التوازن المفقود بين الدجل والجمود، فلا الطب البديل كله ممقوت، ولا كله مقبول..
حماك الله من الجهلة المتربحين الكذبة، ونعم الراية التي تحض على طلب العلم، وعلى الكياسة والفطنة، وعلى سؤال أهل الذكر والخبرة، ودوما كان العلم طريق النهضة، ودوما علّمت الأمم احترام العلم، وعمق النظر، والبعد عن التقليد الأعمى، وعن أساطير القوم الغرقى.. فعرفوا أن المرض داء له دواء، وليس أرواحا شريرة تطرد بالطبل والزمر.. وأن المتطبب لابد أن يكون عالما بالطب معلوما به! وصححوا علوم التشريح والكيمياء والبصريات، وعلموا الدنيا أصول البحث والتقصي، ءان الأوان أن نترك الإشاعات، ولا تبهرنا كلمة "بحث ودراسة" قبل النظر في حقيقة الادعاء، ومستوى الدراسة وحجمها ونطاقها، وواقعها بين ما باينها من الدراسات، وتقييمها العلمي في المحافل.

استمعي إليَ أمتي:
هدف العالم في وجه نصف المتعلم ونصف المثقف هو بيان الحقيقة كاملة..
فلا يقول:
 "ولا تقربوا الصلاة"، ويترك بقية الكلام الجليل، بل يقول :
 "ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى"

ولا يقول:
 ثبت أن عشبة "كذا" تسبب انخفاض الوزن، ويترك-جهلا أو تجاهلا- البقية:
 "ثبت أن عشبة "كذا" تسبب انخفاض الوزن، وأن هذا عن طريق اخراج المياه من الجسم، مما يؤدي للإصابة بالجفاف والجلطات عند جرعة كذا، وبعد فترة متوسطة، ولا يفقد المرء دهونا حقيقية من جسمه"

وبالمثل لا يقول:
 "هناك دراسة أثبتت أن الأنيميا تحسنت مع عمل الاجراء الفلاني" ولا يقول
أنها:
 "دراسة أولية على عينة محدودة، ولم تقم بفحص الحالات معمليا على المدى المتوسط لبيان النتيجة"
فكثير من الأمور تؤتي نتيجة أولية، وبعد فترة تظهر ءاثار كارثية لها ..
وهذه هي قيمة الدراسات الموسعة التي تبني عليها الحقائق العلمية، وليس الدراسات البسيطة التي تشجع لإجراء مزيد من الدراسات الكبرى، وعلى إقامة المؤتمرات لمناقشة الأمر من كل زواياه، قبل أن يعلن الأمر كاكتشاف علمي أو كحقيقة علمية..
أما أن تشتري كتيبا أو تقرأ مقالة على الشبكة تكتب اسم المرض واسم العشب! أو مكان التحجيم أو .. فنسألك سؤالا.. وبعده مائة سؤال:

وهذه الأسئلة للذين يمارسون العلاج وهم ليسوا من أهل المهنة الشريفة

هل الطب من العلوم؟ 
 إذا كان الطب كله في ثلاثين ورقة خلطات، وعلامات لأماكن الحجامة!
فهل علمت كيف كان الحجام يتعلم قديما؟ وكيف كان يجاز ويرخص له من الخليفة؟ وكيف كان يحاسب؟
وهل ما تفعلونه علم؟ بقراءة كتاب من المكتبة؟ أو مشاهدة عملية حجامة؟ أو سحب الطاقة!!
 وهل صرتم بهذا ممارسين للمهنة؟ وهل سيسألكم ربكم عما كسبت أيديكم؟ وهل ستجدون جوابا..؟

الطب القديم الأصيل كما يسمى، والعشبي وأيا كان المصطلح... لابن البيطار وابن سينا والرازي وابن النفيس كان في مئات المجلدات...! فما قولكم؟
علاء الدين القرشي "المعروف لدى بعض المؤرخين باسم ابن النفيس" له كتاب واحد في ثلاثمائة مجلد!
موجود في المتاحف مخطوطات منه .. فهل نحرقها؟ أخطأ ابن النفيس لأنه لم يكتشف السر الذي عرفتموه؟

ولماذا لم تأخذوا أيضا من الطب القديم مهارة جس النبض، وتذوق البول باللسان؟...ومص الدم بأفواهكم؟
"الضَّغِيل: صوت فم الحَجّام إذا مَصَّ من مِحْجَمه، يقال: ضَغَلَ يَضْعَلُ ضَغِيلاً صَوَّت عند الحِجامة"
 أم تأخذون ما يروق لكم فقط؟
تذكرة:
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:  
 " من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن "
رواه الدارقطني وأخرجه الحاكم في المستدرك في الطب وقال صحيح، وأقره الذهبي , قاله المناوي، وأخرجه ابن ماجه..

تساؤلات أخرى حائرة حول فعلكم:
هل هو طب؟
وهل هو بديل؟
وهل هناك إنسان بديل؟ أم سيعمل هذا الكلام على نفس المخلوق؟
وهل يعمل على خلايا غير التي رأيناها تحت المجهر "الميكروسكوب"؟ وهل سيعمل بطريقة سرية وغير مرئية؟ وهل أقركم عقل أو شرع على ذلك الفهم؟

ما هو الطب؟
الطب علم وفن يبحث في صحة الحي وبنيانه..علم نما وثبتت أركانه، ثبتت بجهود أجيال من العلماء
من كل الأمم، خاصة علماؤنا، وبأبحاث وتجارب ونقاشات.. يبدأ من علوم دقيقة عن الكيمياء والفيزياء والأنسجة، ثم التشريح والأحياء والميكروبات، وعلم الأدوية ثم علم المرض والجراحة و...
فهل ما تفعلون طب؟
فلماذا إذا تتمسحون بالطب وتسمون فعلكم طبا؟
ولو كان هذا الذي تفعلون جزءا ضئيلا من الطب القديم فهل سنتراجع عن المكتشفات ونتجاهلها؟ ونعتبر أننا لم نعرف ولم نتعلم
ولم نجرب ولم نجر البحوث والتجارب..
هل هذا النكوص والتخلف موافق للشريعة؟ هل هو موافق للعقل الذي كرم به أبناء ءادم عليه السلام؟

وإذا كان الطب علما كبيرا
فما هو البديل للطب إذا؟
هل هو الجهل؟

هل يمكنك أن تفتح جهاز الكمبيوتر الخاص بك وتصلحه؟ دون علم بتركيبه؟
هل الطب التكميلي مسألة إبداعية... تأليف؟ إلهام.. تجريب فردي؟ في الكائن الحي؟
أم هو أمر يبنى على الدراسة والتحليل، ثم الاكتشاف المؤسس على النظر
 وعلى الفهم والاستنباط.
وفي المقابل: لا يرفض أحد العلماء البحث في كل منحى من مناحي الممارسات ورؤية فاعليتها،
فجميع الوصفات الشعبية من البرازيل وحتى الصين تحت المجهر، ولا مانع من أن تكون صائبة،
لكن هذا لا يعني أن تنقل ما تقرأ وتضعه في عين المريض وفمه، وتقول: هذا هو الطب الأصيل،
فهل نحن في معاهدنا ومعاملنا نمارس الطب العميل؟ والخيانة العلمية؟
هل رأيتنا تجاهلنا معلومة صحيحة موثقة لمنفعة مادية؟
وأنت هل تجري بأبيك لو أصيب بالسرطان إلى معالج بالخلطات؟ أم إلى معهد الأورام والرنين المغناطيسي؟
وهل تجري بابنك الرضيع حين ينتفض من الحمى إلى السيد فلان ممارس البديل؟
أم أنك تعلم الحقيقة، وبعدها قد تجرب الإشاعة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق