الأربعاء، 9 مايو 2012

**التلبيس حول الحق أزلي، علاجه في التركيز على الحق ﻻ الرجال



" لم تلبسون الحق بالباطل..." هذه إشارة قرءانية لداء، وقد بين القرءان الدواء كثيرا:

التلبيس حول الحق أزلي، علاجه في التركيز على الحق ﻻ الرجال...فينكشف الحال...
التركيز على عوامل جلاء البصيرة، وعلى التجرد و التدبر الفردي، ﻷن الفتن
 ﻻ تقول أنا فتن، بل أنا السنة! و المضلل يقول أنا عالم إمام
 ﻻ يقول أنا مضل! ...
التلبيس في حال الناس بسبب أناس يفعلون الشيء و يبررون ضده...
و يصرحون بالتصريح و نقيضه...
و يأمرون بالمعروف و يقومون به بخير وجه، ثم يفعلون المنكر والشر..و يلبسون كل شيء ثوب الحق

...إذا قبلت أن تتحكم فيك لجنة أو هيئة أو مؤسسة أو سلطة
وو تعلن هي رفضها لأي أساس ديني ومرجعيتها هي غير دينك بل وضعية مختلطة، ثم
 ﻻ تعترف بأنك إما أقلية أو محتل من أقلية؟
فماذا تكون؟

**وﻻ يعني ضلال كثير من الرموز أن كل ما تقول فساد ، بل أحيانا يقفون ضد الفساد، وهذا سبب التلبيس على الناس ، و في
 الرواية: تعرف منهم وتنكر....



بين قوله تعالى" فبما رحمة من الله لنت لهم" وبين قوله تعالى في التعامل مع المناوئين "واغلظ عليهم" وقوله سبحانه عند وجوب الحد "ولا تأخذكم بهما رأفة.."

**لو واسينا بعضنا وحنونا على بعضنا، ولم نشعل جو التنافس الأحمق لصالح الذئب المتفرج، لتحولنا لجو لا يسلبنا
الطاقة كل صباح، فكلنا جراح
..كلنا بحاجة للحنو المتبادل، والإشفاق.. حتى لو أشركوا بالله " يا (بني) اركب معنا..."
وهذا لا يلغي الوضوح بل يلطف الحوار ويلغي الشحناء، و لا يلين العزائم، بل إن المشاعر الدافقة
هي التي تهون الصعاب، وتسهل بذل الروح، وتحقر الدنيا في عين المرء فيبذل لرفع الظلم نفسه .. ·

**الوضوح قد يستلزم الحدة والزجر والهجر أحيانا، المعني في كلامي هو منع
تسمم الجو بين الفرقاء، ربما حدث هذا لثقل النصيحة على النفس التي لم تتهذب
ولم تسم بذاتها، لأن في النصح-بطبعه لأول وهلة علوا من الناصح على المنصوح، وربما
بسبب الأسلوب والمهاترات، وبسبب الأثرة !


** لكن هناك استثناءات:
حين تكون هناك واحدة تغتصب مثلا، أو شخص يذبح من الوريد للوريد وءاخر يتهمه بأنه الهرج! لا يدري القاتل
فيم قتل ولا المقتول فيم قتل! رغم أن الجميع من أمريكا للصين ومن روسيا لكيب تاون يعلمون
أنه صراع بين ظلم وعدل، ولدى بعضهم بين شرع ووضع، ودفع عن أرض مستلبة سيادتها
واستقلالها، وعن عرض انتهك مرارا، ولا زال، وعن مال منهوب، فمن مات دون
هذا فهذا ليس فتنة ولا هرجا ....بل واضح كالشمس: فرعون وحاشيته ضد بني مصر ...
لا لبس ولا حيرة ولا بلبلة ...معتد ومعتدى عليه! مدبر مكيدة، وضحية مكادة!...
رافض للذل والظلم والغبن والقهر ولعملاء ووكلاء الاستعمار، وأمامه طابور خامس ! .... .
حتى لو كان مشركا فالمسلم حري به الوقوف معه لرد الظلم عنه، مثل حلف الفضول وحرب الفجار
وما شابه كثير كثير...
 .....وأحيانا نتسامح في الشدة والحدة، وبعض الناس يظن الهدهدة والتربيت
هي الرفق الواجب دوما، رغم كون الزجر والهجر والتوبيخ والتقريع والفضح
 يكون كالكي علاجا أخيرا..
والرفق في مقام الخطاب المباشر والوعظ الفردي ربما، وحين يتسع المقام وقتا وظرفا...

أما أن نفترض أن كل أمر هو حمال أوجه! فهذا بحر لا ساحل له..خاصة لو انتشر الهوى!
فحتى الحدث الواحد و المشهد الساطع يعطيه بعض الناس تفسيرا بهواه و عنوانا يؤيده و بهواه!
بقي أن يقول : الشمس طالعة من أجلي أنا! أين الإنصاف ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق