الأربعاء، 30 مايو 2012

حوار حول التجديد " تجديد الدين وأزمة أشباه العلماء"

حوار قديم حول التجديد " تجديد الدين وأزمة أشباه العلماء" :

 نسأل الله أن يشرفنا بخدمة الدين وذرياتنا من بعدنا، وحسب رزق الله تعالى للمرء في عقله وبصيرته وبركته في وقته وعمره يكون تأهله وعلمه، ويكون توسعه وشرفه وموسوعيته، وما دامت النوايا صالحة والضمائر صادقة، و ما دامت الأنفس مخلصة تتخذ الأسباب الشرعية والمقدمات السنية، ولا تلومها في الله لومة لائم، فالخير ينتظرها بإذن ربها،  ولا حجر على رحمة الله، ولا حد لسعة فضله ...وحال الأمة يستلزم أن يهب الناس أعمارهم بلا شك..
يقول محمد عثمان جلال:
وَمَن يُغادر خرق داء واقع.. اتسع الخرق بِهِ ع الراقع
..........
وبخصوص الجذور الدفينة، فلعل هذا يناسبه كلمات من حوار مررنا به، كأنه هو الأن:
سطرت يوما عن أسباب التردي والتفرق تلك أخي الغالي:
أتصور أن الأمر يحتاج توسعا وشمولية، ثم أولية "أولوية كما يقولون"
ثم ترتيبا في الوصف، لأن الحال بلا شك هو زمان الفتن، والفتن لها فقه
في التعامل مع السواد والعامة، ومع الفرق التي يتصدر
كل رأس فيها منصة العلم، ولها -أي الفتن- فقه في فهم المسائل،
والمشكلة أن الفتن تصاعدية حسب الأحاديث الشريفة، وحسب
الواقع، وكل فترة نوعها ربما يشمل السابق وشيئا جديدا، ووصفا خاصا
لكل طائفة ولكل وضع، ووجوبا مختلفا، كما في كتب الفتن المتعددة"والمكتبة
الإسلامية مليئة بكتب عن الفتن، وبفصول خاصة عن الفتن وأنواعها،
وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تتحدث عن الفتن
وروايات الصحابة الذين تدبروا وقرؤوا حتى ما لدى بني إسرائيل،
وليست الفتن في المسائل الدقيقة التي تحتاج فتيا من يحلون
عضل الاستنباط والقياس فقط، بل في أصل العقيدة، وليس
ما يسمى سنن العقائد وقواعد الإيمان، ولا ما يسمى
دقائق الخفيات على العوام، بل في مسائل الصبيان، وركائز الفطرة
ورأس الأمر وأصل الدين، و في دعائم الدين والأخبار والأوامر،
حسب تعبير شيوخ الإسلام منذ القرون الفاضلة فما تلاها،
والفتن تصحبها فتن في الأخلاق ورقة الدين أشد منها،
فلم تقتصر على فتن في المعرفة والدراية والتبصر، بل إن التضليل
يكون أحيانا على علم، لكن البصيرة بها دخن لا يحس به،
وأسباب منها ذنوب خفية لا يراها إلا الله تعالى،أو الحرص على التسيد
ولو على قلة، أو على الشهرة أو على السلامة الشخصية،
أو يتوفر عدم الجرأة على المفاصلة وثمنها،  ومنهم من يفتن
حتى مع تعرضه للعذاب والفقر والكفاح، فليس كل هذا
ولا الخمول وعدم الشهرة
هو الضابط، فدونك الخوارج واجتهادهم، والصوفية
وزهدهم وجوعهم وتحليقهم، والمعتزلة ومعارضتهم، وكدهم العقلي ومواقف بعضهم،
وغير ذلك ممن يضعون معالما
لمنهجهم لا تشوكهم إلا بقدر ما يقف خطهم الأحمر ..وكتب الفرق مليئة
بالوعي حول ذلك أيضا, والمجددون لم تكن ميزتهم علمية
في الثراء ولا عقلية في السعة بقدر ما كانت في منهجية التفكير
لا حجمه ونوعه وتنوعه، والتوسط بين الشطح بالرأي والتقليد الأعمى، وفي
القلب الحي الذي يبعث العودة لحد الإيمان ورسالته وحقائقه، ولروح
الدين، وليس فقط في الموسوعة المدرسية التي
ورثها كل منهم وأحاطت بكل مجدد تقريبا، بل ميزتهم العودة للنبع الصافي
والتركيز على أمور حاسمة كل في عصره، حسب غلبة
الفساد، وترتيبا للإشكال، ومن ثم رسما للتصور الصحيح للدين ثم للواقع،
ثم الطريق للحل والمنهاج..

هذا على صعيد الأصل ومفترق الطرق
وعلى صعيد الفتيا والمشكلات اليومية 
 هناك مشكلة توسيع دائرة السيطرة لتتكلم طائفة -ملزمة- في الفقه والسياسة الشرعية والشأن الداخلي وكل شيء، ومن المفترض أن المجالس تضم العلماء والخبراء والعرفاء، أي من لديه العلم بالشرع، ومن لديه العلم التقني والحرفي بالتخصص المعني، ومن لديه الدارية بحال الناس وواقعهم وحاجاتهم ونفسياتهم، ولو توفرت في شخص في مجال فيندر توفرها في كل مجال في عصرنا، نظرا لسعة الأمر، فمن الممكن أن يكون شخص ما طبييا يفهم الفقه في الأمور الطبية وأبحاث الخلايا الجذعية لكن يصعب أن يفهم معها في إشكاليات أخرى ويجب العمل الجماعي الشفاف! فلا جلسات مغلقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق