في كتاب عن حياة المصلحين أحببت أحدهم بشكل خاص لأني قرأت له وعنه، وكنت أحدث نفسي:
كان بطلا جميلا في مواقفه وفي كتاباته كذلك، ولولا أنه كان مبتلى يتألم من كذا وحدث له كيت وكيت، لصار نموذج الجمال بلا شوك..
ثم تبين لي أن معاناته نفسها نبل، وتحمله الاختياري مثار إعجاب، وفيه تحقق لنوع إيمان ومحبة أغلى من كثير من الخلق، لأن روحه صارت أغلى عند بارئها تعالى.
.. تألمه جزء غير مباشر من تألق جماله، فهو سبب ظهور جماله ونور كلماته ومجرد ذكر اسمه هو وكل الأولياء... وبدون الأوجاع لا يفرق المنافق المرتزق المنتفع عمن يدفع ثمن كلمته، وعمن يتعب لينقذنا، ويظمأ لنرتوي بالهدى وبالماء.. وبالحرية.. ،
ولفروسيته وبطولته وإخلاصه يقوم المشروع بلا مغنم له هو..بل بمغرم مرحلي عليه..
أحببت صبره ذاك، فهو جزء من جمال لوحة المشهد، ومن كماله الإنساني. عبد رباني يصابر ويتسامى، ويثبت المحبة والوجل واليقين بكل كيانه، ويتحمل ويجود بروحه ..فهو ليس شاعرا متخما متألقا يسحر بالقيم لفظيا، في حين أنه شبعان، ولم يمتحن فيما يقول ....
..
أفدي شيبتك الوقورة وقد وقفت في زمانك بأقصى طاقتك وأحسبك والله حسيبك نلت ما تمنيت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق