( ما معنى وصف أفضل المؤمنين بأنهم "السائحون".. والمؤمنات "سائحات" في هذا السياق..
قيل سَائِحَاتٍ يعني: صائمات.
وقيل سائحات يعني: مهاجرات.. وبينهما مشترك هو مكابدتهم ومجهودهم للابتلاء بالصبر عن متاع الدنيا ورغباتها وتحمل المشقة في الجوع والتعب وفقد الموطن، فالصوم والغربة فيهما نوع من عزلة الروح يحسه صاحبهما ويسمو به لو رزقه، وبعض أهل العربية يقول: نرى أن الصائم إنما سمي سائحًا، لأن السائح لا زاد معه، وإنما يأكل حيث يجد الطعام.)
( وقيل السياحة السير في الأرض . والمراد به هنا سير خاص محمود شرعاً. وهو السفر الذي فيه قربة لله وامتثال لأمره ، مثل سفر من هاجروا ومن حجوا ومن صابروا وركبوا الأسنة واستبسلوا في دفعهم وذودهم. وقالوا المعنى هنا هو السفر لذروة سنام الدين.)
( هذه السياحة الخاصة طلبا للشهادات العليا بحق هي رهبانية هذه الأمة، وهي خير من تلك، وهي أجمل وأعلى وأنفع وتشملها داخلها، وهي إيجابية أكثر وعملية ومعمرة للكون، فهي لا تترك المبطل يتلف ويهدر، بل توقفه عند حده وتنقذ فرائسه وبها يبيع المؤمن روحه لمولاه... هذا يدلك على نوعية الشخصية الربانية القوية التي بعد ترك أنواع الشرك وعمل الأركان والفرائض تسافر مهاجرة في رحلة من نوع فريد.. فلا تحسب حسابات الدنيا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق