هذه ملاحظة سابقة خاصة بإرهاصات..
من ضمانات عدم ضياع الجهود وعدم جور الجانب السياسي على الجانب الشرعي أو حتى على أصل الإيمان والعقيدة كما جرى في القرون القريبة: الحرص على العلم عند الصغار والجماهير، وعلى الشورى والشراكة في البيعات والعهود والأحلاف، وكون كل فرد صاحب قضية متعلم، وليس تابعا مقلدا أعمى، والفشل أمر قد يجري حين يتحول الموضوع من يد العامة للقيادات، وحين يتغير الحال من الضمانات التي لها آلية إلى ثقة وغرف مغلقة فقط، ومن الساحة إلى طاولة تفاوض..وحتى الثورات التي غدر فيها النواطير بالشعوب تحقق فيها ذلك، التفكيك لم يكن صداما على الأرض بل في التفكير، فالصواب أن كل فرد في الجسد هو متعلم ومستقل نوعيا بأفضل ما يمكن، وهو "بناء حام راغب" : يفهم رسالته وصاحب قضية، وشريك على الأقل بقدر وعيه في اختيار العرفاء والنقباء الممثلين له، ويحاورهم دوريا، فلا أمان من الفتنة.. فقد تقوم ثورات ومعامع، ولكن يسرقها مرتزقة المستعمر، بسبب خونة معينين، أو تسرق علنا من يد جهلة، أو يغرر بالسذج خلسة ...ربما لخلل في غلق باب الشر وفي معرفة الضلالات العملية والغرق في التأويل المحرف، وربما لكون الأتباع أوفياء- لكنهم بسطاء بما يكفي الخصم - في الدراية والفطنة، والفشل في كون الصف الثاني والعامة لا يفهمون لا يكملون! ولا يعون الجانب السياسي ويقبلون حجره عليهم، ويصبح طلسما مغلقا للذي يفوز ويغدر بمجهود الناس والذي يحصد الثمرة ولا يحدد أي ضوابط ومعايير أو مرجعية محددة وآلية للمحاسبة.. حتى الجانب العلمي البحت ليس فيه كهنوت مغلق ورفض للتبيين والتفهيم وتوضيح الاعتبارات والمعايير ومحاكمة القائل .. فما بالك بالتنزيل الواقعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق