الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

من حوار خاص:
شخص يطلب علما ما يستهويه،  فهل نوافقه ونواكبه في طلب ملح وفضول العلم أو طلب ما هو خلاف الأولى أم نرفض مساعدته وندله على الأوجب والأهم...

ولو أننا سبق ودللناه ولم يتعلم ولم يقترب ولم يستقم،  ثم عاد به فضوله....!  فماذا نفعل

- ذات مرة قال أحدهم:

  البيضة يمكنك أن تثقبها من أي مكان لتصل لما بداخلها-

وبعض الناس لا ينتبه للأمر إلا لو فهم الموضوع من مدخل معين مختلف،  بشكل سياسي مثلا،  أو فيزيائي أو عاطفي أو تاريخي او كاستنتاج رياضي وخلاصة جدل -

-فلو أن أحدا ما "عاوز تتفتح عينه على العلم" ولكنه يرفض الدخول من باب معين  للدراسة والتأمل، ويحب بابا آخر، وهو شغوف به - ولو قلت له اذهب فاقرأ أولا في التوحيد أو تفسير القرآن أو الفروض العينية والواجبات  أولا  وفي كذا لا يفعل، أو تجده غير متشوق له بما فيه الكفاية

مثل هذا يمكنه الوصول لله تعالى من أي مدخل،  ومن أي باب، مثل من أسلموا انبهارا بالبلاغة العالية للقرآن،  ومن أسلموا انبهارا بالنبوءات التي تحققت، ومن أسلموا انبهارا بالتشريع، أو بآية واحدة عن الأمر بالإحسان وإيتاء ذي القربى،  وغير ذلك: كمن أسلموا بعد جدل في كتابهم وتفنيد براهينه

- فنحن في زماننا أشبه بالزمان الأول

وجوع الناس للعلم والهدى أكبر من جوعهم للأمان والطعام وأشد نكبة لو استمر فيهم

/فيمكنك أن تأخذ بيد أي راغب في العلم من أي مدخل- بشرط ألا يستغرقه ذلك وألا يستهلكه وألا تجعله يمضي عمره فيه  وتصور له أن هذا هو محور الدين وغاية الأمر - كمن يجعلون الدين فقط هو الشعائر الفردية وعلوما معينة، ومن يجعلونه الدعوة للعموميات أو للعمل السياسي فقط، أو تعلم العقيدة وتعليمها نظريا فقط - بل  قد يكون الجائز أن تترك له ما يريد تعلمه وعمله لو أقبل عليك - ما دام خيرا-  تترك له  مدخلا يناسب عقله وحاله وميوله - مدخلا  لإيقاظ الذهن ولترقيق القلب، ولإعادة النظر في الحياة والكون والعلم والله أعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق