الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

**

"وللقمر همسات وإيحاءات للقلب ، وسبحات وتسبيحات للخالق ، يكاد يسمعها
القلب الشاعر في نور القمر المنساب . .

وإن القلب ليشعر أحياناً أنه يسبح في فيض النور الغامر في الليلة القمراء ، ويغسل أدرانه ،
ويرتوي ، ويعانق هذا النور الحبيب ويستروح فيه روح الله."

مشاهد الكون وظواهره إطلاقاً بينها وبين القلب الإنساني لغة ! متعارف
عليها في صميم الفطرة وأغوار المشاعر .

وبينها وبين الروح الإنساني تجاوب ومناجاة بغير نبرة ولا صوت ، وهي تنطق للقلب ، وتوحي للروح ،
وتنبض بالحياة المأنوسة للكيان الإنساني الحي ، حيثما التقى بها وهو مقبل عليها ،
متطلع عندها إلى الأنس والمناجاة والتجاوب والإيحاء .

ومن ثم يكثر القرآن من توجيه القلب إلى مشاهد الكون بشتى الأساليب ، في شتى المواضع .
تارة بالتوجيهات المباشرة ، وتارة باللمسات الجانبية كهذا القسم بتلك الخلائق والمشاهد ،
ووضعها إطاراً لما يليها من الحقائق .

** وبالقمر إذا تلاها . .
إذا تلا الشمس بنوره اللطيف الشفيف الرائق الصافي . .

وبين القمر والقلب البشري ود قديم موغل في السرائر والأعماق ، غائر
في شعاب الضمير ، يترقرق ويستيقظ كلما التقى به القلب في أية حال

المصدر:  الظلال، باختصار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق