ما هو الطاغوت… معنى الطاغوت ..
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى:
· " قل هل أُنبِّئُكم بشرٍّ من ذلك مثوبةً عند الله من لعنه الله وغَضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعَبَدَ الطاغوت أولئك شرٌ مكاناً وأضل عن سواء السبيل"
(المائدة:60)
في سورة الزمر:
قال الله تعالى:
· والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد" (الزمر:17).
في قاموس لسان العرب:
الطاغوتُ ما عُبِدَ من دون الله عز وجل. وكلُّ رأْسٍ في الضلالِ طاغوت. ٌ
وقيل الطاغوتُ الأَصْنامُ وقيل الشيطانُ وقيل الكَهَنةُ…… .
قيل الجِبْتُ والطاغوتُ ههنا "حُيَيُّ بن أَخْطَبَ وكَعْبُ بن الأَشْرَف" اليهوديّان،
لأَنهم "إِذا اتبعوا أَمَرهما فقد أَطاعُوهما من دون الله تعالى"
وقال الأصفهاني:
والطاغوت عبارة عن كل متعد وكل معبود من دون الله ..
ويستعمل في الواحد والجمع،……
فعبارة عن كل متعد،
ولما تقدم سمى الساحر والكاهن والمارد من الجن
و"الصارف عن طريق الخير" طاغوتا..
-قال ابن جرير(تفسير الطبري)
والصواب من القول عندي في "الطاغوت"؛ أنه كل ذي طغيان على الله، فعبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، إنسانا كان ذلك المعبود، أو شيطانا، أو وثنا، أو صنما، أو كائنا ما كان من شيء.
-قال شيخ الإسلام ابن تيمية (مجموع الفتاوى)
… ... والمطاع في معصية الله، والمطاع في اتباع غير الهدى ودين الحق سواء كان مقبولاً خبره المخالف لكتاب الله أو مطاعاً أمره المخالف لأمر الله هو طاغوت،
ولهذا سُمي من تحوكم إليه ممن حاكم بغير كتاب الله طاغوت، وسمى الله فرعون وعاداً طغاة
قال ابن القيم(إعلام الموقعين)
الطاغوت: كل ما تجاوز به العبدُ حدَّه من معبود أو متبوع أو مطاع ٍ،
فطاغوت كل قوم ٍ من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله،
فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم عدلوا من عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، وعن التحاكم إلى الله وإلى الرسول إلى التحاكم إلى الطاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته.
-قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب(مجموعة التوحيد)
الطاغوت عام: فكُل ما عُبد من دون الله ورضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مُطاع في غير طاعة الله ورسوله فهو طاغوت،
-قال الشيخ حامد الفقي(حاشية على فتح المجيد)
الذي يستخلص من كلام السلف رضي الله عنهم: أن الطاغوت كل ما صَرَف العبد وصدّه عن عبادة الله وإخلاص الدين والطاعة لله ولرسوله، سواء في ذلك الشيطان من الجن والشيطان من الإنس والأشجار والأحجار وغيرها. ويدخل في ذلك بلا شك: الحكم بالقوانين الأجنبية عن الإسلام وشرائعه وغيرها من كل ما وضعه الإنسان ليحكم به في الدماء والفروج والأموال، وليُبطل بها شرائع الله من إقامة الحدود وتحريم الربا والزنا والخمر ونحو ذلك مما أخذت هذه القوانين تحللها وتحميها بنفوذها ومنفذيها، والقوانين نفسها طواغيت، وواضعوها ومروّجوها طواغيت، وأمثالها من كل كتاب وضعه العقل البشري ليصرف عن الحق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم إما قصداً أو عن غير قصد من واضعه، فهو طاغوت.
وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي : ( كل حكم بغير شرع الله فهو : طاغوت . ) اهـ . [ تيسير الكريم الرحمن 1/ 363 ] .
قال الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله تعالى - :
( فأما صفة الكفر بالطاغوت : فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله ، وتتركها ، وتبغضها ، وتكفر أهلها ، وتعاديهم .
وأما معنى الإيمان بالله : فأن تعتقد أن الله هو الإله المعبود وحده دون من سواه ، وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله ، وتنفيها عن كل معبود سواه ، وتحب أهل الإخلاص وتواليهم ، وتبغض أهل الشرك وتعاديهم .
وهذه ملة إبراهيم التي سفه نفسه من رغب عنها ، وهذه هي الأسوة التي أخبر الله بها في قوله : " قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا بُرءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده " . ) اهـ [ الدرر السنية 1 / 161 ]
يقول الشيخ سليمان بن سحمان : ( قال تعالى : { والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى } [ الزمر : 17 ] . ففي هذه الآيات من الحجج على وجوب اجتنابه - أي الطاغوت - وجوه كثيرة .
والمراد من اجتنابه هو : بغضه وعداوته بالقلب ، وسبّه، وتقبيحه باللسان ، وإزالته عند القدرة ، ومفارقته ، فمن ادعى اجتناب الطاغوت ولم يفعل ذلك فما صدق ) اهـ . [ الدرر السنية 10 / 502 ] .
وقال الشيخ سليمان بن سحمان : ( وحاصله : أن الطاغوت ثلاثة أنواع :
1- طاغوت حكم .
2- وطاغوت عبادة .
3- وطاغوت طاعة ومتابعة . ) اهـ . [ الدرر السنية 10 / 503 ]
قال الله عز وجل:
· " فمن يَكفُر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى "
(البقرة:256).
· " والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يُخرجونهم من النور إلى الظلمات"
(البقرة:257).
·