الأحد، 19 أبريل 2015

يوميات الطبيب المسكين

بين المدمنين

الجزء الأول

أعدت تلك الوقائع الحقيقة

التى حدثت من سنوات

لتكون للنشر مع الندوة العالمية للشباب و غيرها

لدفع الأمة بعيدا عن الهوة

و رأيت أن نستبق بالخير عبر الشبكة








• الحادثة الأولى

دخلت امرأة من باب العيادة , و خلفها شئ يحمل طفلا

شئ له أربعة أطراف

المفترض أنه خادمة لأنه يتهادى بمسكنة خلفها ...

و يحمل الطفل بخشوع و خطواته كسيرة ..

و لا ينطق البتة

لكن ...

فهمت أنه رجل , لأنها لم تخاطبه بصيغة المؤنث

بعد أن دخلت من الباب و رأتنى

و رأت الممرضة واقفة

استدارت للمخلوق الأليف

و قالت روح أنت فى الصالة !

فتراجع الليث

و جلس بالطفل فى الصالة ! لكن لم يرضعه ..!

المهم

استدارت لى أنا , و تحدثت بنبرة صوت أخرى مثل فحيح الأفعى

و قالت أصل أنا أتكسف اقلع قدامه مع أحد !

و شعرت أنا بحلقى ملتصقا بلسانى

ملتصقا بقلبى

لا أعرف كيف أتنفس .. من العجب .. و الشهقة لا تريد أن تخرج ...

الكائن الغريب هو زوجها !

و قد طردته لكى تخلع بلا خجل !

يا سلام ...

شئ يثير الخبل و الشلل

فى آن

و قد نظرت لها النظرة الأولى , المعفى عنها خاصة للطبيب المبتلى !

فكانت تنظر لى بعين بها عدسات , تعكس لونا مخالفا للفطرة , فهى زرقاء

و المرأة عربية و ليست أوروبية بيضاء

و تزيد العدسات الملونة من دناءة النظرة التى وجهتها و خبثها , و تجعلها مثل عيون الثعالب ..

و نظرتها للممرضة باردة باهتة

مثل عيون الجدى الميت , بعد أن يطرح الفلاح جثته يومين أو ثلاثة ..

تريد طردها بالسخف لتفترسنى

و هى فى كامل زينتها

و الرجل يسير بها عارضا !

و لا أدرى لم لطخت وجهها بالحمرة و هى قادمة للكشف ؟

حتى مع المحارم لا يصح التفنن فى الإغواء

كأنها هى من سرق كيس الدم الضائع من ثلاجة المستشفى !

فلطخت بنصفه وجهها

و مصت بعضا على شفتيها

و باقى الأثر بين فى مخالبها !

و الزوج الخروف خلفها ؟

و لم أدر من أيهما أعجب !

من بلادة التيس

أم من وقاحة النعجة !

و يسر الله

و نجوت منها بحيلة شرعية

فهى تشتكى من التعود على المنومات رغم أنها مرضع ..!

طبعا تتناولها فى الصباح , بعد نهاية كل الأفلام النجسة المكرورة , لأن يومها ينتهى الفجر و يبدأ العصر مثل الفئران ..

و حولتها قبل مرور نصف دقيقة لطبيبة مجاورة

و لا تبارحنى صورة زوجها المنفرة

و حضرنى المثل

لا يستقيم الظل و العود أعوج ....

و شئ طبيعى أن تكون مدمنة للمهدئات

كما قيل

يعيش المرء ما استحيا بخير ***
ويبقى العود ما بقيَ اللُّحاء

فلا والله ما في العيش خير ***
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء








* المصيبة الثانية

كنت فى مستشفى لعلاج الإدمان

و كان معى شاب ثرى يعالج من الهيروين

تم التقاطه من الشارع

حيث وجده راكب موتوسيكل توصيل الطلبات ( البيتزا )

فى الثانية صباحا

ملقى فى حالة إغماء , و مصاب بطعنات بسكين من صحبه الكرام

و أثر جرعة المخدر لم يزل من عينه و عقله

و تحاورنا بعد أن أفيق قبل توقف نفسه ..

و كان هناك شريط أسمعه له يقول

فلتنزلن بموضع ينسى الخليل به الخليل..............

و ليركبن عليك من الثرى حمل ثقيل


..............و تأثر الفتى

و تناوشنا حول المتع التى لن تنتهى به إلا لأسوأ مصير ... ملقى كالكلب فى الشارع

و اشتكى ضعفا .. و الشلة .. و و

فقلت له البيت الشهير

خالف هواك إذا دعاك لريبة.......... فلرب خير في مخالفة الهوى

حتى متى لا ترعوي يا صاحبي........ حتى متى لا ترعوي و إلى متى

و وصل الحوار لدور البيت و الأسرة

فقال : بيتنا مفتوح للزيارات ...


و بعد الوصول لأمه المحترمة

فى اليوم التالى وجدتها معه فى الغرفة

تقرعه

و توبخه

هى ترتدى بنطلونا ضيقا

و عمرها فوق الخمسين

و تقول له

الزفت اللى انت بتشربه ده

دايخين وراك فى ال... !

لأنها ليست المرة الأولى التى يعالج فيها و يعود للإدمان , و يسقط فى الشارع

فقال لها

ما انت كمان بتشربى !!

و هنا شعرت بصفعة على وجهى دون أن أصفع

..

و قالت له بسرعة

ماشى

بس أنا بشرب فرايحى مش زيك !

(( فرايحى يعنى فترات متقطعة ..! ))

و الممرضة المسكينة و اقفة معى , أصابها المس بلا جن

و خرجنا تتخبط أقدامنا من الحرج و الدهشة

و تركناهما يتشاحنان

و الممرضة تقول ايه ده يا ناس

احنا فين

..
كادت أن تجن من الموقف !

فتنة تضحك أرباب النهى ........ من مخازيها وتبكي البشرا

سبب الإدمان يبدأ من الأسرة و ليس الشلة

الشلة هى المرض , و الأسرة هى المناعة الضعيفة !












• البلوى الثالثة

شاب فى مستشفى علاج الإدمان

رسب لمدة سبع سنوات متتالية

و ينفق فى شراء جرام بودرة يوميا , ما يعادل مائة دولار كل طلعة قمر على ليله الأسود الحالك المقرف

و كبده تهرأ من السموم



يقول لى و أنا أحدثه لعل الله يهديه :

و أقول له

لا يضيع يومك في التيه ........... كما قد ضاع أمسك

فقال يحكى قصته و ظروفه :

ماما هى أكثر واحدة متدينة فينا

بتحضر شيخ كل شهرين البيت مع صديقاتها .. يعطيهم درس ( درس خصوصى )

( علمت فيما بعد أنه صوفى غال , متخصص فى الولائم ببيوت الكبراء , فيخدرهم بشئ مما لديه من حسن صوت , و يمنيهم بقراريط فى الجنة , بلا فهم و لا أى كلفة )

المهم

قلت : رائع ماما متدينة

و فى نفسى ( هى من سيساعده فى الأسرة )

حيث أبوه المحترم

لا يصل البيت إلا للنوم .. لو وصل ...

مرهقا فى عب الرزق من حيث لا تراعى الحرمات ..

و بعد قليل جاءت ماما !!

ترتدى بنطالا أحمر

و هى مسنة و تصبغ شعرها بالأصفر

المهم !!

الشيخة

تدخن السجائر

(فقلت لنفسى أهى أشدهم صلاحا !!

يا الله .... فكيف بقية الزريبة ؟))

فناقشتها قليلا

لأرشدها أن البداية تكون بالسجائر و تلك الأمور

و النهاية هنا ...

فقالت مش مهم لو يشرب السجائر و الويسكى

أحسن من الهباب ده !

و انتهى الحوار بإقرارها المزيف :

بأنه لابد أن يعيش سليما من السجائر و الويسكى لكى يشفى نهائيا .

و قبل المغرب بأربع دقائق أو خمس

انتفضت كالطفلة مستعرضة نفسها

ووجدتها تقول

لم أصل العصر ...يووه

ليس معها

خمار

و لا حتى غطاء رأس

صراحة ...

و لا غطاء صدر

و لا فستان

و لا شئ يصلح لشئ

و هرولت التقية إلى السيارة الألمانية ..

السيارة أيضا حمراء كأنها دمية طفل صغير

هى أم لشاب فى الرابعة و العشرين ..

و ثيابها ثياب راقصات المراهقين فى الفيديو كلاب

أكثر الأسرة دينا !

دين من لا أدرى

و ركبت السيارة

لكى تلحق صلاة العصر

حسب كلامها

و بيننا و بين بيتهم ثلث ساعة تقريبا كما شرحت فضيلتها

ترينى التقوى !

يعنى بعض أسر ضحايا الإدمان

شركاء

بالتوجيه الخرب

و القدوة الفاسدة

أو بالإهمال ..

و قلة منهم مرضى حقا








• الصفعة الرابعة

جاءتنا فتاة جامعية

مدمنة هيروين

بدايتها كانت مع الشيشة !

و كنت أقول لها معنى البيت

فإن تك بالأمس اقترفت إساءة ..... فبادر بإحسان وأنت حميد
ولا تبقي فعل الصالحات إلى غد .... لعل غدا يأتي وأنت فقيد

وقد صرفت على المخدرات كل رصيدها البنكى الربوى

((الموضوع من قبل أبيها المغترب الكريم جدا .... لمستقبلها العظيم ))

و باعت سيارتها , و ادعت أنها سرقت

سبحان الله ..

كما قال تعالى :

{ الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء , والله يعدكم مغفرة منه وفضلا }

و باعت كل مجوهراتها التى اشتراها أبوها المكافح , التارك لبنيه متغربا

و استبدلتها بمجوهرات مزيفة لتغش أمها

ثم استدارت على كراتين الأجهزة التى اشتراها أبيها


لها و لأختها

و خزنها فوق الدولاب ليوم عرسهن

فصارت تفرغ الكرتونة من الكاسيت الضخم مثلا

ثم تبيعه

و لا أحد يدرى

ثم الخلاط , فالمكنسة الكهربائية فالعجانة ...إلخ

ثم

...

سرقت أمها من أجل شراء المخدرات

و هنا فقط اكتشفوها فى البيت السعيد

و عاد الأب من الغربة

ليصلح ما فسد

عاد لمدة شهر !

قرر فى نفسه ألا يعود من الغربة نهائيا

ليحاول إصلاح العائلة

بل ... فقط شهر ... كأنه سيصلح سقف عشة تهدم !

فقام بشراء سيارة لها

ووضع رصيدا مماثلا (00000)

و مجوهرات ثانية

و قال أنا فعلت كل تلك الأمور

لكى تستعيد ثقتها

بنفسها !!!

( تربوى محترف ...! أين كنت من زمان.....و هل ينفع مربى من تلك النوعية و هو لا يفقه شيئا فى التربية ؟

كحامل لثياب الناس يغسلها.............وثوب غارق في الرجس والنجس
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها........ إن السفينة لا تجري على اليبس )

....

و قامت الصبية بنت العشرين

بالعودة للإدمان بعد العلاج ...
ثم

ببيع كل شئ

مرة ثانية

و كانت تشترى الهيروين

من على بعد

200 كيلو متر

مع الشلة

كل اسبوعين

يسافرون من ال.... لل....

لتاجر كبير ( نابه فى الشر )

يشترون جملة !

أريتم الصداقة ..

احذر الأحمق أن تصحبه ..... إنما الأحمق كالثوب الخلق

قال تعالى : عن الصديق النادم يوم الحساب

: ( يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) (الفرقان:28).

أنا حضرت فقط نهاية القصة

فى مستشفى الإدمان

حيث بابا

صار مقاطعا لها

و زعلان
!!!

و هى بكبد عليل من الهيروين

و بشرة ناحلة

و 3 سنوات رسوب !

و متخصصة فى القراءة لإحسان عبد القدوس و و و

و لا تعرف شيئا اسمه كتب التوحيد و لا موضعات العقيدة , و لا تريد !!

و تقول لى

ماما تحب الحرية !

و لا تحب القسوة مع الأولاد !

و أنا ما عملتش حاجة غلط فى حياتى !

من هنا رأيت

أن التربية من عشرين سنة

كانت فاشلة

و هنا يوم الحصاد !

يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا)

(يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهُ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ منْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)

(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا من ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
اللَّهم أنت خلقت أنفسنا وأنت تتوفاها؛ فزكِّها أنت خير من زكَّاها، أنت وليها ومولاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها بما تحفظ به أنفس الصالحين، وإن أمَتَّها فاغفر لها وارحمها وأنت خير الراحمين، اللهم أتمم لنا العافية في الآخرة والدنيا والدين، اللهم أتمم لنا العافية في الآخرة والدنيا والدين، أنت ولينا توفَّنا مسلمين وألحقنا بالصالحين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق