الجمعة، 24 أبريل 2015

قال الراوي :
كم مرة سأردد الموال يا ولدي : نحن مستعمرون فكريا،  سواء باسم العلمنة والوطنية أو بشيوخ إعمار التيه والاستقرار فيه، بغض النظر عن النية..  فحل العقال واجب قبل الرحلة وليس معها ولا أثناءها، وإلا فسنعود للوتد!  لأننا مربوطون به ذهنيا وماديا،  وبه نسمح للآفات باحتلالنا دماغيا وماديا، ونستبقي مداخلها ونوافذها وثغراتها، ونستبقي كذلك ضيق أفقنا ، ولهذا تجدنا نعود ونعادي من ينقذنا، نعود للوراء ولو انتصرنا! نظريا!  ولو تسلمنا المقاليد سنعود ونلهث وسنختلف ونتخلف.. ما لم نعالج الاختلاط في مرجعيتنا علميا وعقليا ونفسيا وإداريا… أو سنذوب وننسحق دينيا وثقافيا داخل منظومتهم المعرفية الحاكمة .. ونظل كما نحن.. ، مجرد  ذرة في فلك الإمبريالية، تدور معها دوران الأدنى مع الأعلى، ويحرم علينا ما حل لهم،  فلا كسر للطوق، ولا تقدم حتى وهو في أعناقنا، إلا بقدر تخلينا عن ثوابتنا أكثر فأكثر،   والمستعمر يا بني لا يريدك أن تسبح بحمده ! بل تكفيه منك حزمة مفاهيم تؤدي إلى الشلل والتشرنق والتذبذب والاستهلاك في الطريق الخطأ والتيه والهزيمة النفسية والشح والشطط..

بلطجي هل سيعين نوابه محسنين..

ليست الأزمة في تقاعس مؤسسات دينية بجزيرة الشيطان!   بل المشكلة أصلا في المؤسسات ومن المؤسسات ثم في في بدائلها التي تتمسح بثوبها بشكل أو بآخر، وتزايد على المفاهيم، والمشكلة حائرة عليها في النهاية... فمجرد اللافتة والاسم وحتى البسملة قبل الأكل أمور مرفوضة عندهم، لكنهم يؤجلون البوح بذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق