الثلاثاء، 7 أبريل 2015


الأمم المترفة والشخصيات المترفة:

"تعذب وتغتصب وتزهق بقنابل فراغية  خارج أراضيها!  لكيلا ينطبق على جنايتها قانونها،  الذي تدعي أنه دستور قيم أينما وجد الإنسان، وأنه حلم عام للكرة الأرضية كلها،  كما ادعت أن ميثاق جنيف لكل مكان….

تعلنه جهرا وتبتلعه سرا،
بالنهار حلم وبالليل دم،

وتحصن مواطنيها من المحاكمات للمحكمة الدولية التي رعتها وتدعي نزاهتها… ليقنصوا كما بدا لهم من أطفال الأمم.. "

مرة ثانية للتدبر،  لأنها استوقفت الكثيرين :

"وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ"…
سورة سبأ !..

وهل يا ترى هناك دول مترفة في المجتمع الدولي!  كما أن هناك شخصيات مترفة في قومها … 

هل هناك بلاد متخمة جشعة نهمة، بلاد تتعامل كالشخصيات المترفة المتعجرفة،  فتستكبر على الدول الضعيفة،  ولا تقبل الحق والقيم منها، ولا تريد أي تقاسم للخير معها، فتمتص خيرات الأرض وحدها.. وتتطاول بفائض المال أو بفائض القوة..

وهل الأمم والدول قد يستعلي بعضها على بعض،  فتجد دولة تستكبر وتكذب!
ويخرج متحدثها ليقول عكس الحقيقة، وعكس الأسباب..  ليغش عوام قومه، وليغطي عورة حملته المسعورة المستمرة عبر السنين، وليستر دعمه لمن يقتلون الناس قتلا بطيئا طوال الوقت…وقتلا شاملا بعض الوقت.. ويتجاهل مليون قتيل في جهة، في حين ويعظم ثلاثة قتلى في جهة… ويقيم لهم حربا على شرفهم…

ويكون منطلق الأمة المترفة هو العداء للدين، وهو هنا العداء للإسلام الذي هو عدو ترفها،  وسطوتها، الرفض للقرآن الذي يحرج كبريائها ويهدد تسويق أفكارها،  والذي يقدم بديلا يعري انتحالها، ويفضح تصدرها لقيادة البشرية معنويا وماديا  .. ، فيريد إنهاء اسم الإسلام، وما بقي له ومنه،  ووأد كل محاولات بعثه،  بعدما حذف الشيوعية من أمامه، وأخذ النصرانية واليهودية مطيتين له، تابعتين للعلمانية الرأسمالية ، وسار  يدفعه لذلك العتو وسعار النهم والشبع والإخلاد والترف، وليس المصالح المتوازنة فقط..

هل الدول والسلطات شخصيات اعتبارية، فهناك إدارة تمثل القوة والجحود والترف أو الخسة والتلبيس والابتذال والتأكل والتربح والعهر والدياثة… … إلخ…

كفرعون وهامان وقارون والملأ والسحرة والأحبار والرهبان  إلى آخر النماذج….

هي تستعمر غيرها وتبتعد تكتيكيا، وتبقى مسيطرة بمن يطيعونها، فتخرب هوية القطر المحتل وتستحمره وتذيبه، وتفكك بنيته، ليظل ضعيفا في مقاومته، ويبقى قابلا للسيطرة،   وتمتص دمه وثرواته،  باحتلال أو بسرقات مبطنة وتعاقدات وقيود،
وتبقيه بإشرافها جاهلا معاقا مريضا فقيرا،  وتوكل عليه وكيلا رخيصا تابعا، مع ملأ رعاع داعمين،  معنويا وبالبأس ..، مأسورين بالمال والوجاهة أو السلامة ، لكي ينشر هو الدجل والتهريج والعبث والنفاق والشلل،  والعجز كثقافة وكمفهوم للدين، ويقتل ويسجن من صبأ بزعمه …

  فهل البلاد هنا كالمجتمعات… فهناك دولة حديثة الشكل حداثية القلب،  مترفة التصرفات،  مطففة كالمطففين، تكيل بمكيالين، والمصلحة عندها تبرر المحظورات…لها وحدها… وبدون اعتراف

تعذب وتغتصب وتزهق بقنابل فراغية  خارج أراضيها!  لكيلا ينطبق على جنايتها قانونها،  الذي تدعي أنه دستور قيم أينما وجد الإنسان، وحلم عام للكرة الأرضية كلها،  كما ادعت أن ميثاق جنيف لكل مكان….  تعلنه جهرا وتبتلعه سرا، بالنهار حلم وبالليل دم، وتحصن مواطنيها من المحاكمات للمحكمة الدولية التي رعتها وتدعي نزاهتها… ليقنصوا كما بدا لهم من أطفال الأمم..


هل هناك سلطة ذات شخصية اعتبارية مفترية متوحشة، يمثلها الجبابرة الأغنياء زناة العالم ماديا،  المترفون المستعلون بظلم ينكرونه، وبتهم يلفقونها لمن يريدون التهامه ..ليحافظوا على امبراطوريتهم،  وعلى نمط حياتهم وثقافتهم الجديدة القديمة المارقة، التي هي محض همجية ما بعد حداثية، دورة رجعية تقليدية لإعلاء مصلحة وقتية ذاتية، ضد الآخرة وضد كل الرسالات الربانية، والتي تشكل حربا على رب البرية، وهي شهوة أنانية ضد المجموع، ولا تعدو كونها انتكاسة فطرية قديمة بالية ، منذ أرسطو وأمم تجربها فيقصمها الله تعالى،  ترتفع ماديا وتدنس بالخطيئة، لا تجعل الخطيئة سقطة،  بل تقننها وتحاد الله فيها، وتخالف حتى  الوصايا العشر، وتجعلها عرفا أو أمرا نسبيا… وليس بعد هذا إلحاد وعقوق وانحراف.. ، وما هي مبتكرة إلا كأول دعوة بائدة للشيطان بالفوضى والمروق.. ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق