قال عبد الحميد الفراهي - رحمه الله- :
«سبحان الله هتاف من قلب ملآن معرفة بعظمته وحكمته ورحمته، فهو حمد وإجلال، وشكر وإقرار، مجملاً لكون القلب ملآن، فلم يمكنه النظر في تفصيل ما انطوى عليه، ثم إذا فرغ بعض الفراغ بهذا الهتاف قال: «والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر»، ففصل ما أجمل، فجعل لربه كمال الحمد وتفرده بالكبرياء والعلو والعظمة، ثم إذا فرغ واستراح بهذا الهتاف نظر إلى نفسه، فبدا له ذمتها وفقرها معا ، فتوكل على ربه في إيفاء ذمته، فقال: «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
واعلم أن التسبيح في الأصل هو أن تخر ساجداً حامدا، ثم غلب فيه معنى الإجلال الذي كان أصل السجود، واعلم أن قولك «لا حول» الخ فناء عن نفسك وبقاء بربك، ويؤيد هذا التأويل نظم الدعاء الذي تستفتح به الصلاة، ففيه أيضاً ترى بعد التسبيح ما يفصل معانيه من الحمد والإجلال ونفي الشرك.»
(حكمة القرآن ص ١٥) عبد الحميد الفراهي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق