الخميس، 9 يونيو 2016

مع السيدة خديجة أم المؤمنين

* مكثت السيدة خديجة -رضي الله عنها- مع النبي صلى الله عليه وسلم نحو خمس وعشرين
سنة!
*واختارها الله تعالى لتحمل مع نبيه صلى الله عليه وسلم عبء الرسالة في أخطر مراحلها

*وكملت من بين قليل من نساء العالمين... مؤمنة وإنسانة وزوجة كريمة، وقد حزن عليها النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينسها أبدا!

وعن حزنه صلى الله عليه وسلم قال العقاد
“ظنوا أن النبي لا يحزن ، كما ظن قومٌ أن الشجاع لا يخاف ولا يحب الحياة ، وأن الكريم لا يعرف قيمة المال .

ولكن القلب الذي لا يعرف قيمة المال لا فضل له في الكرم ، والقلب الذي لا يخاف لا فضل له في الشجاعة ، والقلب الذي لا يحزن لا فضل له في الصبر.

إنما الفضل في الحزن والغلبة عليه ، وفي الخوف والسمو عليه ، وفي معرفة المال والإيثار عليه”

* وأمنا خديجة عليها السلام هي التي قالت "كَلا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ، أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ" "رواه البخاري"، وفي رواية: "وَتُؤَدِّي الْأَمَانَة".

وهذا الحوار حوار سيدة بحق! ليس مجرد حوار زوجة تعين زوجا في أزمة! بل هو نور رباني وتحليل وتعليل وإيمان...فقد تبين فيه كم حباها الله من النور والفطنة وبعد النظر، وآتاها من اليقين بأن مثل أخلاق زوجها صلى الله عليه وسلم لهو أمر لن يأتِي إلا بخير ..وهذا اتساقا مع ميزان الحق في الكون

وشهادة الزوجة لزوجها تختلف عن شهادات الأصحاب فهي أوثق من يعرف حاله بحق..



* يقول السيد عبد الحميد الزهراوي في كتابه (خديجة أم المؤمنين): "يخرج المتأمِّل في حديث هذه السيدة بأن النوع الإنساني محل لعظيم تجليات رب الأنواع كلها... ولذلك يحب كل ما يؤدي إلى تسامي هذا النوع".

"ويخرج من كلامها بأن الله عز وجل مطلع على أعمالنا ومجازٍ عليها، وأنه يحب مِنَّا أعمالًا ويكره أخرى، وأن الذي يحبه منا على حسب تفكيرها هو الاستقامة ومساعدة بعضنا لبعض ولا سيما مساعدة الضعفاء".

"ويخرج منه أن من يفعل الخير لا يأتيه إلا الخير. والخير الذي نُعبِّر عنه بهذا اللفظ قد جاء في عبارة السيدة بتفصيل أعمال كلها من باب مساعدة الإنسان للإنسان، فهذه المساعدة في نظرها كل خير أو هي الخير، فهل يكافيء الله فاعل الخير بغير الخير؟ إن هذا على حسب تفكيرها لا يمكن أن يحدث".

"ونتيجة قياسها أن هذه رسالة ربانية فيها الخير لا الضير، وأن الله عز وجل سيتفضل بتأييد هذا المأمور في حمل هذه الأمانة على ثقلها وصعوبة تأديتها لقوم ينكرونها ولا يعرفونها"

قال ابن إسحاق: كانت خديجة -رضي الله عنها- وزيرة صدق!..

وقال عنها ابن كثير : " كانت له وزير صدق على الابتلاء يسكن إليها"
رضي الله عنها..أم المؤمنين ... ويحبس اللسان عن التعقيب هيبة وعرفانا وإجلالاوإجلالا… 


.ولعل المقصود من قولنا الميزان الكوني الرباني-لا يخزيك الله أبدا-، هو المآل والعاقبة النهائية وهو كذلك عالم القيم وظهور الحق، وليس عدم التعرض للمصاعب العابرة، و"الخزي" ربما هو تعبير عن خذلان العبد وترك ربه له ليلقى جزاء أعماله، وهو الخسران المبين والطرد والفشل خاصة لمن كانت حاله كالنبي صلى الله عليه وسلم من التحنث والتبتل والحرص على رضا الله تعالى قدر وسعه ...وقد قال شارح صحيح، مسلم عن أول احتمالات الكلمة: "لقد خشيت على نفسي" قال القاضي عياض - رحمه الله - ليس هو بمعنى الشك فيما أتاه من الله تعالى لكنه ربما خشي أن لا يقوى على مقاومة هذا الأمر ولا يقدر على حمل أعباء الوحي فتزهق نفسه "...وقد قالوا أن حديثها رضي الله عنها نوع من الإيناس والتبشير والتثبيت والرجاء والتفاؤل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق