الخميس، 9 يونيو 2016

السيدة خديجة رضي الله عنها ج2


"فَقَصَّ مَيسُرَةُ المَأمونُ قِصَّتَهُ * عَلَى خَديجَةَ سَرداً غَيرَ مُنعَجِمِ

وَما رَواهُ لَهُ كَهلٌ بِصَومَعَةٍ * مِنَ الرَّهابينِ عَن أَسلافِهِ القُدُمِ

في دَوحَةٍ عاجَ خَيرُ المُرسَلينَ بِها * مِن قَبل بعثَتِهِ لِلعُربِ وَالعَجَمِ

هَذا نَبِيٌّ وَلَم يَنزِل بِساحَتِها * إِلّا نَبيٌّ كَريمُ النَّفسِ وَالشِّيَمِ

فَكانَ ما قَصَّهُ أَصلاً لِما وَصَلَت * بِهِ إِلى الخَيرِ مِن قَصدٍ وَمُعتَزَمِ"
قال ابن إسحاق رحمه الله عن السيدة خديجة رضي الله عنها:

وآزرته على أمره، فخفف الله بذلك عنه، فكان لا يسمع شيئًا يكرهه من رد وتكذيب إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتصدقه وتهون عليه أمر الناس،


ولهذا السبق وحسن المعروف جزاها الله سبحانه ، فبعث جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بغار حراء كما في رواية الطبراني، وقال له: "اقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب"؛ كما في الصحيح.
وفي الطبراني: فقالت هو السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام.
وفي النسائي: وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته،
وهذا من وفور رفقها حيث جعلت مكان رد السلام على الله الثناء عليه، ثم غايرت بين ما يليق به وما يليق بغيره. قال ابن هشام: والقصب هنا اللؤلؤ المجوف،




وأبدى الإمام السهيلي لنفي الصخب والنصب لطيفة ! أي لماذا وصف بيتها في الجنة بأنه لا صخب فيه ولا نصب !


هي أنه صلى الله عليه وسلم لما دعاها إلى الإيمان أجابت طوعًا ولم تحوجه لرفع صوت ولا منازعة ولا نصب، بل أزالت عنه كل تعب وآنسته من كل وحشة وهونت عليه كل عسير، فناسب أن تكون منزلتها التي بشرها بها وبها بالصفة المقابلة لفعلها ولصورة حالها رضي الله عنها،" واقرأ السلام من ربها" هذه خصوصية لم تكن لسواها ولم تسؤه صلى الله عليه وسلم قط، ولم تغاضبه..."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق