كل ربع في نكسته منكوس
"وما صبرك إلا بالله"
"ذلك من فضل الله"..قيلت في السجن من النبي الكريم يوسف عليه الصلاة والتسليم
ما الدرس في ذلك ونحن نرى ما نرى
على الداعية الصادق-فمن دونه- ألا يكون همه إمتاع الناس، وتشويقهم وربطهم به، وبذاته وكأنه مهرج
وما يحدث لبعض -ومن بعض- في أقطار هنا وهناك يؤيد ويبين فضل نهج أحمد بن حنبل وأبي حنيفة ومالك والشافعي ألا يتولوا منصبا ولم يجاور مالك كبيرا، ولم يقبل أحمد هدية! واعتبرها مصيبة قاطع ابنه بسببها!
فالمستغني لا يذله أحد، والرافض لا يحرمه أحد، والمتأبي لا يخرجه أحد، ولا يحرجه أحد
والممتنع لا يمنعه أحد! والراضي بالبلاء لا يسترق لسانه أحد، والعهد بنا أن من خالف سيرتهم تعب وربما بات مذموما وخالط المخطئين، ونزل شيئا فشيئا، حتى ما يبين تحته قعر لنازل
وعليه-وأنا قبله وأقل منه قدرا- أن يعلم أن أغلى شيء عنده هو تسبيحه، وألا يحزن وأن يعلم أن الزمن لا قيمة له عند من يؤمن بالله واليوم الأخر والملائكة والقرءان وما فيه، وأنه حين يركع تركع الدنيا معه، وحين يسجد يسجد الكون معه طوعا وكرها، بمؤمنيه وفاسقيه، ونباته وكائناته وأفلاكه، وأن تكون هذه قناعة يقين عنده، من نظر عميق عريض بعقله، ومن علم بسعة أفق، وقلب حي يرى مكانته كما كان يوسف عليه السلام يحكي لجيرانه عن قمة الفضل! وهو في أحلك وضع! وأن يعلم أن صمته قد يكون أبلغ مما يتمنى الوصول إليه من بلاغة وصراحة، وأن يراجع نفسه باستمرار، ويعرضها عرضا وينشرها نشرا ليفتش فيها ثم يطويها، وكل هذا بينه وبين نفسه وهو خال لا يتعالى ولا يرائي ولا يضع نفسه موضع المرائي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق