الأحد، 21 فبراير 2010

تعليقا على قصيدة بشأن المباراة

أحسنت في مداواة شأن المباراة التي باتت ملهاة
وتضخمت كعفن كبير طغي على جولدستون الغريب المسكين
كأنما هي شيء أصلا
حتى باتت أقذر شيء في الأيام الماضية، وسببا مفتعلا لتسطيح العقول والأحاسيس وتهييج الغوغاء
وائذن لي أن أسير مع معاني قصيدتك المجملة تفصيلا، لحبي لإشاراتها وصيحاتها وأفكارها
حين رأيت مستشار أمين الأمم المتحدة السابق ورئيس المنتدى العربي للمياه يتكلم عن الوضع الحالي للمياه
ظننت أن العرب لن يلعبوا مرة ثانية قبل أن يحلوا هذه المشكلة التي أستحيي من وصفها
فهل يلعب من يشرب الماء ملوثا بالبراز كل يوم
وإن لعب فهل يكثر؟ وهل يتعمق حتى يظن أنه أكثر الناس ترفا وهو أشدهم قرفا! بل ومرضا وتعثرا
وهو أكثر أهل الأرض حاجة للعمل والجد والاستغفار

وإن لها فبعقل وأدب، وإن أخطا في حقه أحد فلا يتخذنها حجة ليرد الخطأ بخبل وبله وخطل وجدل، حتى نسي النائمين في الظلام والبرد والجوع ونسي أنه في حقبة الذلة والمسكنة والأذى! أهذه حال من أمه جائعة في غزة
هل يهيج ليل المشجعين- وما هم بمشجعين، وما تلك بشجاعة-ونحن نرى القدس تبنى فيها في ذات اللحظة مستعمرات!900 وحدة... والجيوش تحمي المشجعين من بعضهم..
ولم تخرج مظاهرات كتلك التي خرجت تأييدا للفريقين بحت فيها الحناجر وانتهكت حدود الأدب والمروءة
وكاليفورنيا في نفس اليوم! تؤسس أكبر شراكة طاقة بديلة مع الصهاينة ولم تخرج مشروعات بل رعونات كروية فاشلة
والكوريون العزل هم من يقول لأوباما لا! أوقف الأذى في بلاد الأفغان..في نفس اليوم!
واليابانيون يحتفلون في نفس اليوم بعيد ميلاد الشبيه الألي "الروبوت" الخاص بشركة هوندا! الأطفال يحضرون ويأخذون الكتب ليتعلموا كيف يصنعون مثل هذا! وهذه طموحاتهم ومسابقات أطفالهم
وقد حصدونا حصدا بمنتجاتهم
أيتعارك أهلنا ويبذلون دماهم ووقتهم وعمرهم وعقولهم ويسخرون ألسنتهم وإعلامهم ونحن نستجدي بعضهم أن يكونوا مثقفين وقارئين بجد وعمق، وباحثين عن العلم، لأن هذا زمان بات فيه التعلم والاطلاع فرضا والبديل هو الفناء والهوان المستمر، فلا يسهرون ليلة يقرؤون كتابا! ويقولون نمل سريعا واللغة صعبة كئيبة! أما المبيت امام الشاشات بالساعات والتلطيخ للوجه والعقل بالأعلام فهو لذيذ كالعسل أول قطفه، فأين الصبر على الكفاح الذي يبذل في سبيل كلام فارغ وأماني وهمية وانتصارات فراغية لا تسمن ولا تغني من جوع ولا ذل ولا فقر ولا جهل ولا مرض ولا تخلف
ولماذا لا يكون هناك همة في التقدم ..
عسى أن يتم رأب الصدع بين الدارين
وأن تنسى صور الأعلام المخترعة المفرقة التي ما أنزلها الله في كتابه تعالى شأنه
والحدود المفتعلة والقطرية والإقليمية المقطعة التي ما نابنا منها سوى النوب
وأن نعود إلى الله بحق قبل أن تصيبنا فتنة أو عذاب أليم
فقد شابهت حالنا حال القردة إن لم يكن أكثر بكثير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق