الأحد، 21 فبراير 2010

الغدة النخامية ومشكلاتها لدى السيدات

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاكم الله خيرا ويسر الله لكم سبيله، وشفاها وعافاها من كل هم وألم



الحالات المرضية في الغدة اغلبها يستجيب للعلاج الدوائي وأغلبها حميد وبطيء واستجابتها للعلاج

جيدة عامة ونادرا ما تحتاج لجراحة ولو احتاجت فقد صارت أيسر وأكثر سلامة بعد اختراع المنظار

الجراحي الخاص بالمخ والأعصاب
ونشاط الغدة النخامية حين يقصر أو يختل فقد ينتج عن نقص هرمونات الغدة وهي ءاية ربانية فهي

جسم صغير جدا يوجد في قاعدة المخ ويمارس سيطرة وتنظيما على عمليات كثيرة غاية في التعقيد

الكيميائي وأحيانا تكون المشكلة في جزء أعلى منها هو يوجه عملها وهو مستوى أعلى من مستويات

التحكم والسيطرة التي وهبها الله تعالى للجسم لتنظيم كل التفاعلات والوظائف وهو ما يسمى "ما تحت

المهاد Hypothalamus
وأصلا هذا الجسم العجيب يتكون من فصين الأمامي منهما يفرز ما لا يقل عن ستة مواد كيميائية
والخلفي يخزن مواد نزلت له من المخ ويسربها بدقة وبكميات صغيرة أحدهما يجعل عضلات الرحم

تنقبض عند الولادة والثاني يمنع إدرار البول ويقبض جدران الشرايين
وهذا يذكرنا بقول الجاحظ"وإنما نَتَنَظَّرُ فيما وضع اللَّه عزَّ وجلَّ فيهما من الدَّلالة عليه، وعلى إتقان صُنْعه، وعلى عجيب تدبيره، وعلى لطيفِ حكمته، وفيما استخْزنهما من عجائب المعارف، وأودعهما من غوامض الأحساس، وسخّر لهما من عظام المنافع والمرافق، ودلَّ بهما على أنَّ الذي ألبَسهُما ذلك التَّدبيرَ، وأودَعَهُمَا تِلك الحكم، يجبّ أن يفكَّر فيهما؛ ويعتَبَر بهما، ويسبَّح الله عزَّ وجلّ عندهما، فغَشَّى ظاهرهما بالبرهان، وعمَّ باطنَهما بالحِكم، وهيَّج عَلَى النظر فيهما والاعتبار بهما؛ ليعلم كلُّ ذي عقل أنّه لم يَخْلق الخلق سُدًى؛ ولم يترك الصُّور هَمَلاً؛ وليعلموا أنَّ الله عزّ وجلّ لم يَدَع شيئاً غُفْلاً غير موسوم، ونثراً غير منظوم، وسُدًى غير محفوظ؛ وأنّه لايخطئه من عجيب تقديره، ولا يعطله من حلْي تدبيره"

نعود للغدة النخامية
وأحيانا ينقص هرمون واحد أو أكثر
ولا يعد هذا خطيرا وحالات كثيرة من النساء تتعافي منه بالعلاجات المنتشرة حاليا
وتنظم الرسائل الموجهة من فوق من النخامية إلى الغدد الأخرى ( مثل الغدة الدرقية )
والموضوع يتصل بالهرمون الناقص فيظهر هل يحدث مشكلة في الأمور الإخصابية أو الضغط أو النمو

وغير ذلك
فأحيانا ينقص هرمون معين فيحدث اللشعور بالتعب العام وانخفاض ضغط الدم واكتئاب وربما غثيان أو

قيء.
وأحيانا ينقص الهرمون المحفز للغدة الدرقية
فيحدث الإمساك وزيادة الوزن وبعض الضعف
وأحيانا ينقص الهرمون المحفز للحويصلات في المبيض وغيره فيحدث عدم انتظام أو توقف الدورة

الشهرية وخلل الإخصاب مؤقتا
وأحيانا في السيدات ينقص الهرمون المنشط لإفراز اللبن فيقف انتاج اللبن، ويحدث وهن، وفقدان شعر

الإبط و العانة.
وبالمثل حين ينقص هرمون مضاد لادرار البول يزاد عدد مرات التبول ويحدث عطش دائم

وتشخيص هذه الأمور وسواها يكون بالتحاليل عن طريق أخذ عينة من الدم وفحص نسبة الهرمون بها
وربما أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي
والأدوية تتفاوت حسب النقص الموجود فأحيانا يكون الكورتيزون أوالإستروجين والتستوستيرون
وغيرها
ونادرا ما يحتاج لاستئصالها في أورام معينة وهو ميسر عن طريق الجيوب الأنفية وليس بفتح الجمجمة

ولا قلق منه إن شاء الله
وأحيانا يكون السبب في المشكلة تلفا بجزء منها نتيجة تعرض لإشعاع علاجي لمرض ءاخر او تلوث

لاي سبب، أو جراحة قريبة منه، أو التهاب في سحايا المخ أو إصابة بالرأس
وبعضها يكون منذ الولادة نتيجة نقص الأكسجين عند الولادة في بعض الحالات.
وأحيانا لا يعرف السبب تحديدا
وفي كافة الاحيان يبدا الأمر باستيفاء شكلها ووظيفتها بالأشعة والتحاليل ثم توضع خريطة رحلة العلاج
نسأل الله لها العافية التامة وراحة البال
ولتتأمل الشفاء وتبدأ طريق الرجاء بالعلموالعمل، كي لا يكون حلما أو أمنية:

" ثم فضل الموحدين من بينهم بمنه العظيم بنور التوحيد فأحيا قلوبهم بالحياة حتى عرفوه ووجدوه فأوفرهم حظا من الحياة ومن علم التوحيد أعلمهم بالعبودية وأكيسهم فيها وأشدهم قياما على الساق وأصغاهم أذنا إلى أمره وأكثرهم ملاحظة إلى تقديره وتدبيره وأجهلهم به أعجزهم عن ذلك"






مضى الأحرار وانقرضوا وبادوا ... وخلّفني الزمان على علوجِ
وقالوا قد لزمت البيت جدّاً ... فقلت لفقد فائدة الخروج
لمن ألقى إذا أبصرت فيهم ... قروداً راكبين على السروج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق