الأحد، 21 فبراير 2010

سألتها يا بنت يعرب ما لنا * في الانحطاط وقد ترقى الناس


"فبئس ما يشترون"
هذا الجحود الذي نراه رغم وضوح المحجة
بل رغم الفضيحة العلنية والصفقات المكشوفة
خزي في الدنيا، ووعيد لمن لم يتب في الأخرة
هل هو جهل أم حمق أم بلادة
والأغلبية الميتة؟ ما الوازع الرائع الذي يضعهم في صف المشاهدين؟ رغم تقارب المصائر-دنيويا، ومؤخرا خاصة- بين ما هم فيه، وما يتقونه!

قال الشاعر

ولسوف أهجرها وأهجر أهلها * حتى يعود إليهم الإحساس

هناك أزمة عربية فكرية ثقافية كارثية
... لا
هذه معلومة
وفي الطب والاقتصاد أيضا، في كل شيء، فكل الأمور متداخلة، والرؤية حين تعتم العدسة لا تنتقي حفرة وتتقي أخرى

هو فساد بري بحري... كسبي!
كيف؟
"فنبذوه وراء ظهورهم"

هم تركوا "الكتاب المقدس" واختاروا الدنيا
ونحن تركنا الكتاب المقدس! وبقي لنا الانحطاط

فبكيت من عظم الجواب وحل بي * داءان منها اليأس والوسواس
وسألتها يا بنت يعرب ما لنا * في الانحطاط وقد ترقى الناس





"ونحن له مخلصون"
ليتني أكون من هؤلاء..
وكيف أعرف؟
لأعالج نفسي، وأقر عينا..بل لأحفظ حدي المعلوم
لا ليبرد عقلي بجمع المعارف اللطيفة، وما حبب إلي من خبيئة العلوم، ويروي فضولي باكتناز ملايين الأسطر

الأزمة لم تعد في الاختلاط ولا السفور فقط، بل أبعد من ذلك بكثير، وسل البر والبحر
يخبراك بما حمل الرحب

ويبقى الهوى كالهواء!
في مجال الفكر والخلق يقتلع ما لا عمق له، ولا سعة فيه

وَلا خَيرَ في خَيرٍ تَرى الشَرَّ دونَهُ *
وَلا قائِلٍ يَأتيكَ بَعدَ التَلَدُّدِ

لَعَمرُكَ ما الأَيامُ إِلّا مُعارَةٌ *
فَما اِسطَعتَ مِن مَعروفِها فَتَزَوَّدِ

عَنِ المَرءِ لا تَسأَل وَسَل عَن قَرينَهُ *
فَكُلُّ قَرينٍ بِالمُقارِنِ يَقتَدي

ما معنى ذلك؟
والضغوط التي تجري
والمصالح التي ترجى!
قد يكون القرين المشاكل أسوأ من الخليط المشاكس..
بل نفسك قد تكون كذلك، أفيبعد هذا!


كيف كان الحال لو لم تكن هناك صلاة؟
لو لم نعرف الصلاة، ولم نرزق بها كنا سنموت جدبا وعطشا قلبيا، وخوفا وغصة في الحلق بالذنب، وغربة..
كانت الحياة لتصبح كالموت، ولو لم تكن خمس صلوات في اليوم لمتنا خمس مرات في اليوم..
من الضيق، ومن كل شيء.. من قلة الزاد، من التعب، من القنوط..الصلاة جاءت لتبعد هذه الهواجس وتبرد الوساوس وتحملك
جسما وروحا، كما كانت العرب تحمل بعضها في الأسفار وأكثر بكثير..
لم أكن أعرف الصلاة، وكيف كانت تريحهم وتعينهم وأنا صغير
ثم أعرف ثم أنسى، ثم أعرف ثم أنسى

أفق لقلبك هناك حالة اسمها
غياب القلب، حين يكون ميتا لا تشعر به
وهناك أدب القلب، محنة القلب، أزمة القلب، نوم القلب، فتور القلب، ملل القلب، غرق القلب.. فقد القلب
خيبة القلب، عناد القلب، ثقل القلب.

وإياك أن تأخذ بأقوال مارق * تلوذ به من كل خطب مضائق
وكن لايذاً بالله جل جلاله * لتنجو في يوم البكا والتشاهق
فحق نبي الله طاعة أمره * وتصديقه والانتها عن مشافق


ثم ماذا يا عم

وصل على المعصوم رب وءاله * وأصحابه أهل العلى والسوابق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق