الخميس، 6 يوليو 2023

الفرق بين الصبر و الجزع و السخط.. كيف يتصبر الإنسان

من رضي فله الرضا.. 
رأيت في الأسابيع الماضية امرأة أعجمية شابة أجريت لها جراحة لبتر قدمها من تحت الركبة، وهي تحيا وحيدة- لا رفقة تخدمها - إلا من كلب حراسة.
 هذه المرأة كلما تكلمت - مرات كثيرة والله يشهد - بدت عاقلة رزينة صبورة إيجابية، وتقول /
ممتنة لكل شيء، ممتنة أن الجراح أنقذني وبتر هذا الثلث من ساقي قبل انتشار المشكلة لأعلى الفخذ، ونجوت بهذا من فقد جزء آخر كبير فوق الركبة، وكانت المشكلة ستتفاقم لولا تنبهه وتدخله وفطنته، وهذا لطف يشعرني بالشكر....

  وممتنة أن معي كلبا وفيا معلما للحراسة والخدمة، ينظر إلي برفق، وأراه يلعق أي قطرة من دموعي من على الأرض عندما أتألم! فأشعر بالتعاطف والوفاء والرفق والرسائل الخفية من الرحمة والأنس..

 وممتنة كذلك أن طبيبة العلاج الطبيعي تبين لي أن تخصصها الدقيق هو في مثل حالتي، ومتضلعة في تمرينات تقوية الأطراف والجذع للبتر وما بعده، وخبرتها أعلى من زملائها في تأهيل العضلات للقدم الصناعية المنتظر استعمالها، لأنها مكثت سنوات بميدان لهذا، فهي الخيار الأمثل لي وهذا لطف يشعرني بالتميز ويحضني على العرفان ..

وممتنة لأن معي جهاز نبض كهربي يحدث لسعا ووخزا وتنميلا يخفف الألم من القدم المجروحة ويجعله محتملا ويشوش عليه..

وعلى الجانب الآخر في المتابعة المنزلية شاب مثلها في العمر والشكل والطول! مصاب بمرض بسيط، رأيناه يبالغ ويتذمر ويتسخط ويهول، ويتحجج به، ويؤذي من حوله قولا وفعلا، وتهرب منه الممرضة.

 
.. هي تعاني ساعة الوجع وتبكي وتتصبر وتنظر للأمام وللأفضل، وتشكر ما بقي، فتنشرح وتحتاج مسكنات أقل، وتنام أحسن وتكمل طريقها متوازنة.. وأما هو ففي شر لهو، أو جزع وتضخيم ولعن وتعثر وجحود، ومن يعاونونه من التمريض والمساعدة يشكون تأففه وسلبيته القاتمة، وأصابهم هم الاكتئاب بسببه ..

نسأل الله العفو والعافية والسلامة والتوفيق للصبر والثبات وله تمام الحمد ونستهديه سبحانه وتعالى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق