ومـــن ذنــوبٍ ســلَفَتْ نســتغفرُهْ
ثـــم نـــوالي أفضـــلِ الصــلاةِ
علــى الرســولِ الطـاهرِ الصـفاتِ"
قالت /
هؤلاء العاملون الصادقون، لماذا كانوا يصبرون.. وكيف كانوا يصمدون.... نعلم أنهم كانوا يتألمون مثل خصومهم، فما الذي ثبتهم..؟
قالوا لها: لعل جواب لماذا! هو مفتاح جواب كيف.. السبب أعلنه المرسلون صلى الله عليهم وسلم، وانظري كلام سيدنا وأبينا نبي الله إبراهيم - عليه السلام- لقومه في سورة الأنعام، لقد عرفوا الله تعالى. ورأوا الكون على حقيقته، وفهموا جوهره وحقيقة الدنيا، فتغير مذاق ووقع كل شيء..
نعم.. كانوا يسألون الله تعالى العافية وأن يعصمهم وينجيهم، لكنهم لا يرون المحنة بنظارتنا ومن على مقعدنا.
الابتلاء نوع من الاختبار ومن فرصة الاختيار، بالسراء والضراء، ضغط الشهوات أو المكاره، ومعك المؤونة والعدة لتواجه.
البلاء للمؤمن لون من العناء، معه الدواء والعزاء، ومعه الزاد والأنس والرجاء، ومعه وصايا الوقاية قبل الإصابة.. والعلاج لو حدث الزلل.
... هم ليسوا غرقى في التفاصيل، بل يتوجهون إلى ربهم، وهم في جنة الذكر كلما غفلوا عادوا إليها سريعا من قريب..
ذكر الله تعالى جنة "فردوس" بفتح الجيم، وجنة "حصن ودرع" .. بضم الجيم.
ليسوا معصومين ولا هم فولاذ لا يحس، لكنهم يرجعون ويقومون لو مسهم خلل، لا يطيقون الإصرار على فعل الخطأ، ولا يطيب لهم عيش النعيم بالظلم أو الإعراض أو القعود .
الإحسان مقام به الاجلال والخشية والمحبة ملء القلوب.
وهؤلاء هم العالمون بحق، العارفون العاملون، ثلة من الأولين وقليل من الآخرين.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق