الاثنين، 17 أبريل 2017

فائدة الأذكار و بركة الذكر

قال لي حبيب: الأدعية والأذكار للصباح والمساء وفي كل حال؟ قلت لعل من بركات الذكر أنه يعيد لك توازنك وسط الأحداث فبقدر ما تتعلق بالسبب قد تنسى المسبب، وبقدر ما تتعلق بالعبد قد تنسي المعبود؛ فتغرق في التفاصيل، وتغويك الميكيافيللية وغيرها، فيوقظك الذكر كلما غفلت وأوشكت أن تنهمك بقلبك! أو أن تضعف نفسك.... ينبهك ذكر الله تعالى للصورة الكلية حولك، لكيلا تفقد أول الخيط الزماني والكوني، يبصرك الذكر بالحقيقة؛ لكيلا تجعل ذاتك ذرة حقيرة يجرفها التيار، فأنت لست لقيطا كما يريد لك الشيطان، بل عليك أن تصمد في الامتحان! وألا يستذلك عيش أو يسترقك وضع، وأن تظل رمزا ونقطة مضيئة تقول مستعينا: ربي الله حين يدعونك للسير في القطيع.. وهكذا هي بصمة الذين هدى الله تعالى، وأمرنا بالاقتداء بهم- سواء قضوا منتصرين أو شهداء الطريق- كلهم قد دفع ثمن مواقفه، فمن وعى قلبه ورطب لسانه وسقى بدمه فقد تحقق في عمره معنى ذكره لربه وارتباطه بثلة من الأولين وقليل من الآخرين... تتكرر الأذكار آناء الليل وأطراف النهار، ليحقق بدن الفارس تحليق الملائكة، شريطة أن يكون الذكر متشربا في القلب متغلغلا في الحس، ومن ثم متحكما في الخلايا والنبض! مسببا قشعريرة عند التفكير بالمخالفة، شركا كانت أم معصية... حينئذ يكون الذكر متجسدا في المواقف! وإلا كان ذكر ساه لاه غافل أو منافق قاسي القلب.. الذاكرون بحق خاتمتهم حسنة، وهم قوم شاكرون قانتون تائبون منتبهون مقاومون صابرون ثابتون صادقون، صائمون عن الكبائر حافظون لعهودهم وأماناتهم، وبشر المؤمنين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق