إذا استخدم الإنسان ملابس أو زينة أو مقتنيات ثم وجد بها رمزا أو شعارا استعمله هو بحسن نية، واكتشف أنه يروج لجهة ما، بها ضلالات وأشكالا كفرية تعادي وتسقط دينه، ثم نبهه أحد لأن هذه أيقونات وشارات ضلالة تخص طوائف ظلامية أو همجية، وبها لامبالاة بالعقيدة والقرآن ودعم لإبليس في محادة ومخالفة الملة والأخلاق
فعلى الواحد منا بعد التأكد أن يقوم بالبعد عن التشبه بالباطل وأهله... واجتناب محاكاتهم، فالهزل والجد يصبحان كالجحود المتعمد عندئذ والعياذ بالله....
واجتناب المرء لمعصية الله أيا كانت درجتها هو مما يحفظه بإذن الله وينجيه من الكرب والهم والحزن ويجوز به محن الدنيا ويصبره ويوصله للفوز يوم الحساب
وخير الهدي هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيه النور والروح والأدب والجمال وعاقبته الحسنى....
وهذا الموضوع عن الرموز - والذي قد يبدو بسيطا - هو أحد جوانب التصادم بين منهج الشيطان وسطوته وبين البشر جميعا....
فإبليس عدو لبني آدم، وليس عدوا للمؤمنين منهم فقط، فحتى حزب الشيطان لهم وقت معلوم يذوقون فيه مرارة خيانته لهم وخذلانه وسقوطهم في القاذورات وفي قعر الجحيم
وعلى الصعيد الشخصي؛ فالفكرة هي إرشاد أنفسنا كلنا للوعي والإلمام بالجوانب المتنوعة للصراع الشيطاني، دون الاستغراق المخل بتضخيم جانب واحد، وهو عداء شامل للأفكار والرموز ونمط الحياة،
وعلينا دفع بعضنا للفهم، وللتوبة والاستغفار لو ألمت بنا فترة ضعف أو بعد أو انحراف أو سقوط أو التباس، بقصد أو بغير قصد
وعلينا حث بعضنا على التعلم لتصحيح المسار، وسط الدوامة التي يتحكم فيها الخصوم، ويعين فيها المشركون من يمنحون التصريحات لتعليم التوحيد! ويحددون لنا المفاهيم ومعاني الكلمات والضوابط والموانع!
فالتعلم النمطي إذا لا يصح وحده في زمان الفتن والالتباس وسيطرة الأعادي على المناهج والأفواه ..
فنتلمس.. وربما نتعثر حتى نصل لما يراد طمسه، لكن الله تعالى فوق كل شيء وكل إرادة، ولا يتركنا بلا دليل وبلا حفظ، شريطة الصدق والسعي الجاد، ليستجلب القلب مطر الرحمة ويستشرف النفحات الربانية ويستقبل مدد الهداية والكفاية.