نبي جاء من عند الرب تبارك وتعالى، جاء بكتاب الحق، ليفصل! لا ليلهم فقط،
بعث فينا ولنا ليبلغ ويدعو ويشهد بالحق....
فقد خالفوا ماهية هذا الدين وصبغته الفارقة
لديهم مجموعة صفحات تخريف مضللة وجروبات للتلفيقات، احترافية أو بلهاء مضحكة، وهذا ممكن تفهمه، وليس تقبله، لكن أن تكون هي مصادرهم الحصرية التي يقتصرون عليها يوميا، سواء دينيا أو دنيويا!… علميا وروحيا وطبيا وسياسيا وفقهيا، لينزلوها من العالم الافتراضي إلى هذا العالم المتخيل- الحقيقي!!- الآخر، والذي يعيشون فيه ويدبون على أرضه بتصوراتهم المكذوبة تلك، ويحرقون مراكبهم لأجلها، وهي زادهم لمعادهم وصبرهم على الوهم لمنتهى أملهم في بلادهم …
قال السائق المسن ما معناه: كل هذه المصائب والمهازل والبوادر لا يجب أن تلهيك عن توقعات بمعارك وجودية لم تكد تبدأ بعد، فاللهم سلم وأنج عبادك المؤمنين وانصرهم واحفظ دينهم واحفظهم، وبالمناسبة يا بني فأنتم تتندرون في موطن الوجل، وتقولون مش أحسن ما نبقى زي "… " وأنتم وأنتن! في موقف الدفع وتقريبا قد ضيعتم فرصة أن تكونوا كسورية أو كالعراق! ولا تحسون بالتنور وهو يوقد تحتكم فاستغفروا ربكم ثم توبوا إليه…
قال السائق المسن ما معناه: كل هذه المصائب والمهازل والبوادر لا يجب أن تلهيك عن توقعات بمعارك وجودية لم تكد تبدأ بعد، فاللهم سلم وأنج عبادك المؤمنين وانصرهم واحفظ دينهم واحفظهم، وبالمناسبة يا بني فأنتم تتندرون في موطن الوجل، وتقولون مش أحسن ما نبقى زي "… " وأنتم وأنتن! في موقف الدفع وتقريبا قد ضيعتم فرصة أن تكونوا كسورية أو كالعراق! ولا تحسون بالتنور وهو يوقد تحتكم فاستغفروا ربكم ثم توبوا إليه…
صفر مشاكل = صفر مبادئ…
لا أخاطب من صرح بأنه علماني كموظف، لكن أذكر من رفعوه لمصاف الخلفاء، بسبب معروفه المشكور وجميله المبذول في أمور فرعية، يقابلها أعمال طاغوتية وطوام وكوارث وأعراض ودماء أخرى… وكل هذا بجهلهم بالتوحيد نفسه :
السياسة طلعت سهلة جدا بادعاء النوايا الحسنة بدون ثوابت ولا محكمات ولا مرجعية ولا ضوابط للإكراه ليفهم الناس قدره وحده، ولا حتى نحافظ الأسماء والأوصاف العقدية المشروعة ليبقى الحق حقا الباطل باطلا، وكأن التعريض على مدعويك لا أعاديك، وكأنه يشمل عقيدتك التي تقدمها لقومك وللدنيا، ويكأن الأصول والأسس ليس فيها شيء عملي محدد! والدين كلمة باللسان… يا حيف على الدعوة
أسهل شيء هو اتهامك للمخالف بالجهل دون دليل يثبت أن المسألة محل اتفاق وأنها مما يعاب جاهله، فضلا عن علمك بحاله وحال نفسك... وبعض المسائل التي تطير بها لو عقلتها لعلمت تناقضك أنت، ومثال ذلك تحري ليلة القدر، فجزمك لاختيار معين في فهم النصوص يفقد الأمر بالتحري قيمته، ولا يجعل له معنى، لأنه إما معين سلفا وإما بأثر رجعي يستحيل البناء عليه، وتنعدم عندها قيمة الأمر بتفقد أوتاره المجهولة في ذاتها فضلا عن أعيانها.. فرفقا بأنفسكم وبحصائد ألسنتكم وأنتم تنصحون، والهوينى الهوينى، ودونكم أسلوب السلف الكرام، هل رأيتم تشنجا وهستيريا وتعالما وتلقفا لجملة والطيران بها...
تبينت أن البيئة والمخالطة ليست بالأمر الهين حقا، فمن ضعفت نفسه لربما مسخ تماما عبر الأيام والليالي، "فلينظر أحدكم من يخالل" ولينظر من يساكن ومهاجره ومحل عمله، ولا ينصحن أحدا بالصبر على الرزايا في دينه وأخلاق سربه.
الحواة والأراجوزات من أشياخ التهريج يشبهون بفعلهم فعل بولس في المسيحية، فتراهم يلعبون بالنصوص، ويقفزون بينها، لكيلا يقفوا مع أي معنى صريح غير مريح!…
أي معنى غير مطلوب للمشغلين، أي معنى غير مطلوب للمستمعين المستكينين للهوى وللهروب من حقيقة الدين وحالة الواقع، المخلدين للأرض،
فلا تجد عند هؤلاء الأشياخ والنخب معنى دينيا في سياقه، بل يضخمون ما يقولون، ويعظمون ما ينتقون مما سمح لهم به عبدة الشيطان من مموليهم وجلاديهم وحاكميهم ، فلا يدعمون بذلك سوى الغيبوبة والاستغراق، وطمس الحقائق والميوعة ...
على أي حال :
الوسطية المزيفة ليست مطروحة على الطاولة من عدونا، فهي رهان خاسر حتى بمعايير المادة،
وخصومنا لم يبدؤوا تصادم النهاية ، بل هم في منتصفه، هم قبيل حسم صراع الوجود والفناء من وجهة نظرهم، لاهتبال الفرصة التاريخية.. حتى القرآن الكريم والحديث وفكرة الحق والباطل والنبوة مرفوضة منهم في الطرح المخدوم الآن… فليس بهم حاجة للانبطاح النصفي والجزئي، لابد من استلقاء تام يا مخنثي العزم..
"إنا لله"
"أن نفوسنا وأموالنا وأهلينا لله لا يظلمنا فيما يصنعه بنا."
" أسلمنا الأمر لله ورضينا بقضائه ،
"{ إنا لله }
لأن في الإقرار بالعبودية تفويضاً للأمور إليه ..
{ إنا لله } ، يدبر كيف يشاء،
{ إنا إليه } ، ينصف لنا كيف يشاء."
"وقال بعضهم :
ومن النفل : إظهار قول { إنا لله وإنا إليه راجعون } ، وفي إظهاره فوائد منها : غيظ الكفار لعلمهم بجده في طاعة الله."
(وإنا إليه راجعون )
راجعون للبعث، لثواب المحسن ومعاقبة المسيء.
راجعون إليه في جبر المصاب وإجزال الثواب.
راجعون نحن ومن ظلمنا… فلو كانت مصيبتنا مظلمة من أحد فسنرجع كلانا إلى الله في الإنصاف منه"
{ وإنا إليه راجعون }
إقرار بالبعث، وتنبيه على يوم الحساب الذي هو أعظم من مصيبته تلك، وتذكير أن ما أصاب الإنسان دونه فهو قريب ينبغي أن يصبر له..وأنه إذا خرج من يوم البعث سالما فقد جبر خاطره وعوض عن مصيبته، وهانت عليه صنوف البلاء في الدنيا"
(واستعينوا بالصبر والصلاة)
"اسْتَعِينُوا عَلَى إِقَامَةِ دِينِكُمْ وَالدِّفَاعِ عَنْهُ
وَعَلَى سَائِرِ مَا يَشُقُّ عَلَيْكُمْ مِنْ مَصَائِبِ الْحَيَاةِ
بِالصَّبْرِ وَتَوْطِينِ النَّفْسِ عَلَى احْتِمَالِ الْمَكَارِهِ،
وَاستعينوا بِالصَّلَاةِ الَّتِي تَكْبُرُ بِهَا الثِّقَةُ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَتَصْغُرُ بِمُنَاجَاتِهِ فِيهَا كُلُّ الْمَشَاقِّ وَالْمَصَائِب "
من درر التفسير
المدرسة الخالدة للصبر
المدرسة الخالدة للعفة
المثال الخالد للجمال
للأدب مع الله تعالى ومع الناس
يوسف عليه السلام
"﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33)﴾. [سورة يوسف].
استعاذ بالله من مجرد التطلع والميل
" أَصْبُ إِلَيْهِنَّ"
قال المفسرون:
" ربِّ نزولُ السجن أحبّ إلي من ركوب المعصية .
.... فكيف كانت المشقة أحبّ إليه من اللذة؟
قلت : كانت أحبّ إليه وآثر عنده نظراً في حسن الصبر على احتمالها لوجه الله ،
وفي قبح المعصية ،
وفي عاقبة كل واحدة منهما ،
لا نظراً في مشتهى النفس ومكروهها "
"{ وَإلاَّ تَصْرِفْ عَنِّى كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ }
قالوا: فقد عَلمَ أن نجاته في أن يَصْرِفَ - سبحانه - البلاَءَ عنه"
"وأكن من الجاهلين"
قالوا:
" الجهل والجهالة هنا ليسا فقدان العلم في ظاهره بل في جوهره،
فالذين لا يعملون بما يعلمون جاهلون،
لأنّ من لا جدوى لعلمه فهو ومن لا يعلم سواء، أو من السفهاء، لأنّ الحكيم لا يفعل القبيح "
حين تتألم تذكر أن من هم خير منك تألموا… ماديا ومعنويا… وأن من تحبهم تألموا ... وأن من تحترمهم صبروا وصمدوا وتجلدوا، ولا تنس أنهم قد كابدوا ولم يتبلدوا، بل عانوا كثيرا، لكنهم صبروا وصابروا وتصبروا ورابطوا وراوحوا بين المباحات ولم يترخصوا بالباطل… وضربوا مثلا وجسدوا قدوة… وأن الله تبارك وتعالى لم يتخل عنهم بألطافه وإمداده ونوره… وهذا المعنى تحكيه آيات كثيرة، ويتممها الآية التي تحسبها الوازع الوحيد على جلالتها… وهو أن خصومك يتألمون ويصبرون للتحدي مثلك، ويبذلون ويضحون.. وأنت أولى ، وأنك تفضلهم في الطهارة والرجاء للثواب ممن لا يخزي الذين آمنوا جل شأنه…