الاثنين، 30 أبريل 2012

سألتك ما المحبة -كلام في الحب- الجزء الثاني


سألتك ما المحبة، كلام في  الحب!
"الجزء الثاني"
--------------
هنا الجزء الأول للتذكير
http://www.saaid.net/wahat/a/19.htm
--------------------

القراءة ببطء، وطول بال---
--------

الأزمة في تعريف الحب! فقد يصف شخص ما شيئا بأنه هو الحب
ثم يبني عليه حكما..وهناك مرادفات ومترادفات قد يفهم بها المعنى ويظهر المقصود
وهناك أحوال وعلاقات ومشاعر في التاريخ وفي الواقع يجب أن تصنف وتوصف بالوصف الصحيح
ومن ثم يحدد المؤمن موقفه من خلال وضع كل شيء في موضعه
فيعرف هل ما بداخل قلبه ويدور بعقله شيء يجب أن ينمى أم يقاوم أو يهذب فقط


والحب شعور لا يضل صاحبه إلا لو أسرف على نفسه فيه كما أو كيفا ...فساعتها يتحول الإنسان إلى كتلة من الهذيان، ويكون بانتظار حسرات كبار، في الحال أو في المآل، في الدنيا أو في دار القرار



بارك الله عليكم أجمعين
وصلني هذا السؤال وكان جوابه حاضرا وأحسب أن هذا مكانه

هل يينعُ الحبُ في حلال بين شتيتين ؟


وفقنا الله جميعا للخير والهدى


نعم ..من طرف أو طرفين أو عدة أطراف متحابة
الحب يزورنا
*بين المرء وربه الودود، الذي يهب الحب منحة واختبارا
*وبين المرء وأي شخص بعيد، أو حتى ميت -بالنسبة لنا- ونفسه في عالم البرزخ، فالطب يتعامل مع الحياة ولا يفسرها، والحياة ممتدة، والمرء-السوي- لا يحب المادة في المحبوب لذاتها، بل للنفس أوالروح، وهي لا تفنى بالموت، وصلات المؤمنين لا تنقطع بالموت وحبهم ممتد، وليس أقلها الرؤى التي تخبر عن الغيب فيحدث ويشهد، ولا الدعاء

وإلا فَصِلْنيِ بالدُّعَا كُلَّ ساعة * إذا كنت حياً أو رحلت إلى لحدي

ولا الرقة والبكاء..
"قلادة خديجة ..بأبي أنت وأمي صلى الله عليك وسلم وعلى ءال بيتك وصحبك أجمعين"
والشيء بالشيء يذكر!

يقولون هل عند الطيب يذكر أحمد * فهل عندكم من سنن فيه تؤثر
فقلت لهم لا إنما الطيب أحمد * فنذكره والشيء بالشيء يذكر

صلى الله عليه وسلم..

*وكذلك الحب بين المرء وشيء ... لانطباعه لديه، وقد يحب الشيء لقيمته المعنوية، وقد يلقي الله تعالى حبه عليه وبركته، وقد يكون أكثر قيمة من أحياء لديهم مظاهر الحياة المزعومة كالتنفس والنمو..
كما نحب الكعبة، ويحب غيرنا غيرها، وهي لا نفس لها من نوع نفوسنا
وما أحسبه أنه وارد ...
أنه قد ينشأ بين الشتيتين قديما وحديثا، وربما حديثا أكثر، لأن الوسائل قديما في نقل سيرة الشخص ووصفه وبيانه وعلمه وحاله للبلاد المجاورة لا تساوي الوسائل الحديثة، التي تنقل صورا متحركة وتفاصيل كاملة، وأحيانا صورا حية، وتراثا منظورا ملونا حتى بعد موته..


وقد يكون الناشئ وهما لا حبا
وكما قلنا قد يكون حقيقة من طرف حي إلى ميت! فضلا عن غير ذلك، وهذا أقرب
لو عرف سماته أو قسماته أو خصاله، وكانت طيبة لدى المحب "كما نحب الأنبياء صلوات الله عليهم"
وقد يكون المحبوب من نفس جنس المحب
رجلا مع رجل رائع بالنسبة له، صالحا تقيا، أو مغامرا، أو غير ذلك مما يحب الناس

قال ابن الوردي الرائع اسما وشعرا وفعلا:
فسرْ في أمانِ اللهِ ذكرُكَ طيِّبٌ * وعرضُكَ محفوظٌ وأنتَ مشرَّفُ
ستعتاضُ بالأهلينَ عنَّا و بالعلى * وتعويضُنا عنكَ الأسى والتأسفُ
على أننا نرجو من اللهِ عودةً * يُسرُّ بها باكٍ وينعَشُ مدنَفُ
وقدْ يجمعُ اللّهُ الشتيتينِ مِنَّةً * وفضلاً وربُّ الناسِ بالناسِ ألطفُ

أو امرأة مع امرأة مثالية قدوة بالنسبة لها، في الخير أو الشر
أو رجلا مع امرأة
أو العكس!
وطعمه حسب حاله مع المحبوب، نوالا أو حرمانا، توافقا أوتخالفا!
هِيَ لِلقَلبِ نِعمَةٌ أَو شَقاءٌ * كَم سَعيد بِها وَكَم مِن شَقِيِّ!

عافانا الله تعالى من الشقاء في الدارين
أو مجموعة من الناس تتحاب كلها ولم تلتق بالأبدان أبدا

وبأي حال هو درجة مختلفة عن المحبة بالمعاينة والعشرة، وهو درجة قابلة أكثر منها للاعتدال والنسيان بالخبرة والحكمة، وبمعرفة الواقع وتفاوت الحقيقة عن الخبر أو الادعاء والتجمل بالحرف والمنظر
وكونه
حلالا أو حراما...؟ فالحب شعور يدخل على الإنسان إذا سعى إليه، وأحيانا إذا لم يسع إليه
وقد يسأل ويسعى طلبا للحلال فيحب فسعيه مأجور..
والشعور قد يقوم ويهذب ويلجم، وبعض أنواعه اختيارية كسبية، وبعضها لا حيلة للمرء فيه ولا حساب عليه

والحب كلما أفسح له المرء تعلق أكثر، وحكمه هذا حسب ما يتبعه، فلو نظر أو استمع أو نطق،
أو تصرف بشكل منهي عنه، أو استسلم لأسر خاطر محرم أثم
"الاستسلام للخاطر يجعله يتلبس، ويصبح مستحوذا، وهما ووهما، وشغلا شاغلا ومشغلا، وهذا حسبنا مدافعته، ولا ذنب علينا فيما فوق طاقة المدافعة"، أما مجرد وجود الشعور مع محاولة المرء التوازن والتبصر فهو مأجور هنا على محاولته ومقاومته وتجاهله ليقدر على الوقوف على قلبه!أو قدميه!
"إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا"
وهو في الاعتقاد والسلوك القلبي فيما أحسب داخل لنصوص كثيرة، ومنه الاستسلام المحكي عنه

أما صبره على الخاطر لو ءاذاه، ووجوده، فهو ابتلاء.. نعمة أو محنة
فقد يتعلق بمحال كامرأة متزوجة أو زوجة بانت بينونة كبرى
و...قد يتعلق بصعب
ولا سهل إلا ما سهله الله تعالى
وقد يغيب الصديق الحبيب عن صاحبه:
إذَا الدهرُ أَقَصْى عنك خِلاًّ مُكَرّماً * فلا تُكثرِ الأحزان يَا ذا وتندما
لعلَّ بأنْ يأتي قريباً ويَقْدَما * لقد يجمعُ الله الشَّتِيتَيْن بعدما
****يظنانِ كلَّ الظَّنِّ أَنْ لا تَلاقِيا****


*نشوء المحبة غير ازدهارها وينعها، وقد يكون الميلاد دون اختيار وقد يكون وهما أيضا، وعلى أية حال
فمن عشق فعف فكتم فهو مأجور على الألم الذي يكابده والمجاهدة
والحلال ألا يؤدي لقول أو فعل محرم، أو يضمر شرا ويعقد العزم، كما في حديث "إنما الدنيا لأربعة نفر..لو أن لي مالفلان لعملت بعمله..." بخلاف الأحلام النهارية الليلية التي لا يقدر على دفعها، لكن يدافع قدر المستطاع أن تشوش عليه عمره وتفسد عبوديته وعطاءه فيكون قد خسر الأخرة باستهلاكه لنفسه في الحزن على الغابرة، والصبر شرف لمن يعرف قيمة الشرف أو يعرف لأي قيمة! قيمة




حاولت أن أحاكي بحر الرمل في موشحة لأتذكر الأندلس- جميلة الذكر مفعمة الأثير بالعطر-
وسطرتها في مقام المحبة
وهي فصل لا غنى عنه في باب الحب معنى، وإن قصرت لفظا

أيهذا الحب قف
هاهنا روض أنف

هذه جناتنا..
نحن طير مؤتلف

زادنا روح تهف
تقتفي قلب الشرف

يا فراش النور قم
طر وثابر لا تخف


نحن زهر مختلف
ليس يخشى أن يجف

ربنا أوحى بذا
كل هم منصرف
----

وذات يوم جنح أديب في الكلام عن الحب فقلت:
تنبه ! الكلمات بعضها
أحيانا لا يجوز من باب الاستغراق في الدنيا والغرق فيها..




أهديكم والقراء قصاصة كبيرة جدا !

ربما أكبر قصاصة

... ولأنها قصاصة لن تكون مفهومة تماما
لكنها تضيف شيئا للفكرة ...

وقد جمعتها من فم مريضة - المفترض أنى كنت أساهم فى علاجها من الإدمان - أحبطت

وقد تعبت معها ومعى فريق أفهم منى , وفى النهاية تبين أنها تعانى نوعا من الفصام مع الإدمان ...

وقد عوفيت الآن بفضل الله تعالى تماما ....

وهاكم القصاصة بتصرف ( وإضافة لفقرة مترجمة ) ...

والغرق درجات , ولا يقولن قائل : أنا لست مغمورا بل أنا مبتل

للعبرة

حوار :

قبر الحبّ

تركت كل الحياة و كل الحب هناك ,

تركت العطش , والضعف , والحزن ,

للبحث عن النور , والحلم , والآمال و الحب !

لكنّ عندما وصلت إليك ,

فزعت ...

إنه سراب فقط .

أحببتك ,

و جُرِحْتُ من قبلك ,

لماذا !!!

احتقرتنى بعد أن احتقرت الكل - حتى الدين العظيم - من أجلك

تركت القيمة وعشقت الرغبة

ثم ....

كأننى

أمشي في المطر,
للبحث عن النيران ,
لكن بعد البحث طويلا ,
وجدت الظلام فقط ...
و البرودة .

أقف بثبات فى هذا المكان ,
لكنّ غير قادرة أن أنتزع النجم من السماء ,
أمطر هذا المكان بالدموع ,
بدم الحب ..

كذكرى ,
أخلف فى هذا المكان
.. قبر الحب
هنا..

دفنت كل حب حقيقي و نقي خاص بي ,
أحلامي ,
آمالي ,
كلّ الذكريات ..

أنا جثة ,
بدون الروح ..
بدون النفس ..

محاولة مواصلة هذه الحياة الميتة حتى النّهاية ..

اتركني وحيدة ,
ابحث عن حب حقيقي و نقي ,
اسمح لي أن أتذكرك ,
لأفتقدك ,
يا حبي . ..

*****

الصعود من قبل الأطباء :

نحن من يتدثر بالهموم , ويصنع لنفسه قواقع الأحزان ، و يغمر قلبه بالظنون ثم يتألم

يجب أن ندرك ..

الحياة ليست نزهة و ليست نهايتها القبر !

الحياة أمانة ومعني

والقبر مفصل بين مرحلتين

هناك أمور لو فقدها المرء لايكون لحياته معنى

الرجل يختلف عن المرأة , والرجال يتفاوتون

و قد ... و قد

يبقى قدر الله تعالى فوقنا

اللهم اهدنا لما فيه رضاك

تنبهى ....

الحب الحقيقي :

لقد مرّ وقت طويل منذ فقد الحب طريقه النقي الصافى ..

لقد مر وقت طويل , منذ اقتيد الحب مضللا بعيدا عن الحب الحقيقي

و فى الوقت الحالى
الرّجال يُذبذبون َ بسهولة خلف
رغباتهم ..
والنساء بالمثل
يميلون إلى افتراض
أن حب إنسان هو الحب الحقيقي

لكن .. ننْسَى
أن الحب على أساس الرغبات غالبا يحبط
.. تماما مثل الريح

حب اللّه هو الحب الحقيقي
ذلك هو الحب النقي
وما تفرع منه فهو المطلوب
لذا ..

أحبى زوجا نقيا ربانيا
ولا تحبى عشيقا ثانية
الحب الحقيقي
هو ما كان لأجل اللّه تعالى

وهو لا يساوى حب الله تعالى , بل حتى هذا قابل للأخذ والترك


حب اللّه يعنى أنه :

لا مصادر إحباط .. لا خيبة أمل ..

ستكون هادئا في أوقات المشاكل !

لذا عد إلى اللّه

سوف تجده هناك دائما

راعيا لوجود عبيده

الذين يذعنون لإرادته حقا.

من أجلهم ..



-حبه و رحمته سبحانه لن ينزويا أبدا

صلى الله على النبيين وسلم-وعلى نبينا
وحبه الجميل

من كان خِلْواً من كل بائقِةِ ... وطَيِّبَ الرُّوح طاهرَ الجَسَد

(لكنا أعرضنا عنه كذلك ... أرأيتم الخيبة...)

صلى الله عليهم وسلم، حبهم كان شاملا سعة وعمقا، وما كان - وحاشاهم - عشقا ..


ولما أحبطت، وكدت أكذب ما سطرت يدي، أو أراجعه... لا لخطأ فيه بل في حالنا ..

وقالوا مثالية، ونسوا أن اصطلاحات الغرب جذورها وثنية، وخيبات ذهنية، ورغبات طينية غوية

تمنيت أمنية ..

تمنيت أن أرى هذه الطائفة التي تصوب نظرتنا للحب ..بالعمل لا القول

التي لديها من النضج ما يقي الأثرة .. على الصعيد الشخصي والعام

ثم الحب لديها تنبثق منه قيم وعقيدة، فيها الحد وفيها الندى .. ومنها تنبع الخواطر والنيات والهمم، ثم المبادرات

ومهما بدا أنه بلا منتهى.. فلابد ألا يطيش بقلة وعي بالمحبوب والمطلوب، أو بطبيعتك أنت أو نوع الصلة ...

والحب له أصول ومعالم، فتعلم لتعلم

يتاجرون به يا سيدي
لا
لا أعني الصعاليك في الطرقات والأزقة الإلكترونية والترابية فقط
بل بعض كبار المدعين
 ----------------

تذكرت اللبس في أمر الحب ليس بسبب الشهوات النافرة الهمجية هذه المرة
إنما بسبب جائزة بوكر العربية التي أهديت لشخص - من غلاة الصوفية الاتحادية -
يقول أنه يدين بدين الحب كابن عربي ..ويذكر أشعار الهراء ..وفهمت أن الملل عنده سواء يحب أي شيء وكل شيء وعكس الشيء واللاشيء
ولعل الله تعالى يقيض كتابات لرفع الظلم عن كل رسالة مظلومة وينقيها ويتنبه الغافلون من أهل الحلم وسداد الرأي
أما وحدة دين الحب فالحب انجذاب النفس
ولو انجذبت لمتعارضين فالعقل غائب والتكليف واللوم لا يقعان.. والتمجيد كذلك..
ولو قبلت النفس الحسن فكيف تقبل القبيح في حق الله تعالى! فضلا عن أي قبيح..
ولا يحب الله تعالى من كذب برسالته، ويحب له التوبة ويدعوه لها ويفرح بها سبحانه وهو الغني الأعظم الرحيم الحليم، لكنه لا يحبه حال جريمته، وإنما ابتلاه وغيره بخلقه إياه..تبارك وتعالى..وإلا سقطت مفاهيم الحساب..
فهل اتحول الأدب من منبع فسق إلى منبع مروق؟ وهل باسم الحب تنشق المرائر هذه المرة..أين عقولكم؟ ألا ترون الحب الساقط عليكم برا وبحرا وجوا مادة ومعنى ممن تحبونهم ..هل تصلح الدنيا بذلك..


-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق