قام الذكاء الاصطناعي كما يسمونه بوضع علامات الترقيم وتصحيح الإملاء بعد أن كتب صديقه ما أملى عليه بنسبة خطأ إملائي معتبرة :
بعض الناس لا يردُّ سائلاً.. مستفتيا، أي لا يقول: "لا أدري" أبداً، وكأنه يعتبر هذا من الكرم! مثل عدم رد السائل الفقير.
هل تظن أستاذي أن الأئمة الكبار، حين كانوا يقولون: "لا أدري" كثيرا. ويوصون الطلبة—الذين هم علماء—بقول: "لا أدري"، أنهم كانوا فعلاً لا يدرون، بمعنى يجهلون في كل مرة؟!
على كل حال :
أخي ونفسي
أحياناً يكون الأمرُ يحتاج إلى تورع منك أو إلى توسع ومزيدٍ من الاستقصاء، أو فيه تداخلُ تخصّصات، أو يكون تخصّصاً بعيداً حقا عن ذهنك، ومعرفتك به بسيطة لو تواضعت وسألت أهله، وربما قرأتَ فيه مرتين أو ثلاثاً وتعلم أن الباب واسع والأمانة أكبر من المحصول المتوفر، فلا تسمح لأحد أن يوقفك على شفير جهنم.
أخي الغالي الباحث عن الحقيقة الموثقة
لا تثق بمن يتباهى بنفسه، ويعتدّ بها أكثر من اللازم، ومن يستخدم المصطلحات والعناوين استعراضا بلا إحالة أو برهان واضح، ومن لا يعطيك مصادر محترمة للتحقق، ومن لا يفترض احتمال الخطأ عند نفسه أبدا، كالأئمة الكبار حقا. فلا تراه يفوض أو يتحرز ويتأدب معرفيا أو يسأل عن المناط والأقوال ومآلها ويتأمل ويعلن آلية الاستنباط ويعتذر لنفسه..
هذا المفتي المعاصر نتائجه كأنها حقائق نهائية.
ولا تثق بمن لا يذكر لك الرأي الآخر، ولا يوفيه حقه قبل نقده ونقضه.. الرأي الآخر في زماننا لم يعد خافيا بل طارقا ملحا أو سما أو معه بعض الصواب الذي نحتاجه.
ولا تثق بمن لا يجيب عن الإشكالات بل يقفز فوقها، ولا بمن يجيب عن كل شيءٍ وأيِّ شيءٍ في كل وقت، ومن لا يراعي حالَ السائل والواقعَ والسياقَ، فتكون إجابته مختزلةً جداً، وفيها تسخيف أو سخريةٌ بلا داعٍ—كل هؤلاء لا يخدمون العلم، بل يضرونه.
وطلبُ العلم في وقت الالتباس وغسل الأدمغة يصبح أكثرَ وجوباً، وأكثرَ أهميةً وحيويةً.
#نداء_الوعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق