الاثنين، 28 أغسطس 2023

تصحيح النية في وسائل التواصل الاجتماعي

 قال لي هناك حديث يجعلني أتأنى وأراجع النية أولا قبل أن أكتب، لأصحح غرضي...


 كأنه يحذرني لو نشرت - على الفيسبوك مثلا- نصيحة من أجل السمعة والمدح فيقال لي يوم القيامة كذبت.. كتبت ليقال كاتب .. كذبت ،نشرت ليعجب الناس ولتحصد علامة وثناء.. لو كان ذلك كذلك لعلمت أني في صفقة خاسرة... ولو تحسرت على طاعة لم أفعلها لربما نفعني هذا التحسر مع عدم العمل أفضل من العمل المفعم بالرياء...هذا المخلوط يلقى ويرد ويتحول هباء، فهو منزوع البركة .. لأنه إنما عمل ليقال متدين أو شيخ أو مثقف لا لتكون كلمة الله هي العليا.. 


هنا الفقرة من الحديث المشار إليه 


((...ورَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ، وعَلَّمَهُ وقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ، وعَلَّمْتُهُ وقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقالَ: عالِمٌ، وقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقالَ: هو قارِئٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ))

 صحيح مسلم. 

الصفحة أو الرقم: 1905

..

..

..

هامش توضيحي


 ((المطلوب هو التأني وتصحيح النية، وليس الإفراط بالإحجام والوسوسة، ولا التفريط بتقليل شأن النية وتسويفه. وعدم ترك الطريق للوساوس، مع بقاء تصحيح النية وتخليصها عبادة مرعية بلا غلو أو مبالغة.


 

مع ملاحظة أن وسائل التواصل الاجتماعي يقاس عليها عادة مع الفارق فيؤدي ذلك للخلل، فلها خصوصية ومزايا لكونها نازلة غير مسبوقة، لدرجة نشوء مصطلحات وأمراض خاصة، بها لاختلافها كما وكيفا في طرق التفاعل وحجمها داخل الظاهرة، وفي جدتها، ولسرعتها في بريق فقاعة الرياء والشهرة، ولسخونة التأثير المتبادل ووقع الضغط الجماهيري، وللإدمان والتلاحق، ونمط أدوات الإعجاب .. وعند إساءة استعمالها تتلف النفس دينيا ودنيويا، وتسبب تشوهات نفسية وسلوكية للحريص على الإعجاب ودوام جذب المتابعين.. وهذا كله ينعكس على الروح، لذا كان النصح لنفس الفقير))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق