((الجوعان الذي ينطق باسم الطعام والدواء بلا أخذ بالأسباب، بدون أن يأكل فعلا أو يبتلع الجرعة أو يهرع للحصن والخنادق. ..فهذا مثل قائل الذكر باستخفاف وغفلة، بدون إخلاص وصدق، وبدون جدية توجه، وبدون وعي للعقل بما يعنيه كلامه، وبدون شفقة قلب يتباكى ويسجد، وبدون خطوة عملية للأمام أو كف يد للخلف أو انشغال فكر بالنافع... فليستعذ وليكف... فليستعذ وينته.. لا تكشف الستر ولا تفتح الباب..))
((التدبر لمعنى وقيمة ومقتضى ما تقوله ولما يترتب عليه هو جوهر المطلوب وتمثل الإيمان.. فالتصديق بعد العلم، وجدية التطبيق مع الفهم والإخلاص.
التعوذ من الشيطان ليس مجرد سهم ترمي به فقط...
التعوذ فيه التجاء واحتماء لدفع الضر بحول الله تعالى، وفي الاستعاذة دفع للشيطان ببركة الذكر.
وفي التعوذ بالله تعالى تنبيه لنفسك أنت أيضا!))
((الاستعاذة إيقاظ وتذكير لعقلك عند المغريات بمخالفة العقيدة أو الشريعة، وعند ظن السوء والجزع والتعلق المرضي وعصيان الملة وخدش الإيمان.
التعوذ صحوة، وفتح لأعين القلب، وإبصار بالنور! ليتقي أولو الألباب ما يغرقهم.))
((العقلاء هم من يجتنبون السوء ولو لبس ثوب النصح!
العقلاء يكشفون التلبيس بعلمهم وفكرهم، وبنظرهم في النتائج والعواقب، وبتبصرهم ليروا الدوافع! وليعرفوا المحرض الحقيقي والمستفيد النهائي،
الصادقون المتدبرون يكتشفون الرغبات خلف الهواجس والاقتراحات الشيطانية، وما سيتعطل بسبب هذا الشيء، وماذا خلف التكاسل، وماذا وراء النشاط لفعل شيء ما فيه ريبة كامنة أو سوء ظاهر.))
((عند العقلاء تبصرة لما سيفعلون أو سيتركون، فقد يغريك إبليس بالسلبية وانعدام المسؤولية، واليأس واللامبالاة بحجة أنه لا جدوى أو بأي رخصة مضخمة.))
((في التعوذ هزة لمشاعرك، ولقلبك! لينبض القلب بالحياء من محبة الله تعالى وإجلاله، وبالخشية الواجبة، والنفور من الزلل ... . فهو إفاقة معنوية وجلب خشوع غائب.. قال تعالى: (تذكروا فإذا هم مبصرون..)... (فاستعذ بالله...)
إذا استحضر الوجل والمحبة والفضل والوعيد.))
((لأجل النجاة من هذا العدوان الشيطاني، لابد من مداومة الذكر ، فهو حياة الروح، ولابد من التضرع، فهو مطهرة الفكر..))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق