الجمعة، 4 أغسطس 2023

تدبر سورة الكهف

قد يأمر الله تعالى فيصبح الغار مشكاة نور وباب جنة وقصر رحمة، وتصبح النار بردا وسلاما، ويصبح البحر يبسا مطروقا، ويصبح فرعون الخطير المخوف- على موسى عليه السلام - حاضنا وخادما ذلولا ألوفا ..

وهذا يذكرك بالعجب في المفارقة أن الذي ينور بين الجمعتين هو الكهف، لا الشمس ولا القمر مثلا، ولعل في هذا إشارة لأن العبرة في كل شيء إنما هي بأمر الله تعالى ومراده سبحانه..

 العبرة في السبيل بكونه حقا عند الله تعالى.. طمأنينة اليقظة جعلت مذاقه مختلفا.

العبرة بالحقيقة العليا، بعالم المعنى وبجوهر الشيء، ومن ثم يختلف وقعه على نفوس الأصفياء، وقد يتغير الشيء أو يثبت ماديا، لكن (لهم الأمن وهم مهتدون).. في الحالتين.

 ولعلك تتذكر مع الكهف أهمية شيء من جنسه، برهة من العزلة، ووقفة اعتكاف في الخلوة... قليلا ودوريا، للمراجعة وربما للانجاز.

وتتذكر أن العبرة بالسعي لا بكمية الحصاد ، فلا تقلق على النتيجة ما دمت قد تزودت بالعلم والصبر والتقى وحاولت.. وتأمل قوله تعالى.. (ما سعى).. (وسعى لها سعيها) .. سبحان أرحم الراحمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق