سبحانه وتعالى.
تبارك الله رب العالمين.
هذا يؤنسك ويغنيك عن كل شيء وأي شيء.
وهذه المعية الخاصة الحاصلة مع الذكر بالخاطر واللسان يشمل معناها كل خير وطمأنينة وشرح صدر وتوفيقا للصبر ونصرة لليقين ومنجاة للنعيم وفوزا عظيما وأنسا.
..وليس كل ما ظاهره خير باطنه خير، ولا كل ما أوله خير خاتمته خير، ولا كل خير عاقبته لكل نفس خيرا!...
قد يصيبك من بعض النعم وأسفار الطاعات البطر والكبر والرياء! وقد يصيبك عدم الشكر والفترة والملل وكفر النعمة وعوارض كثيرة.. فليس من الخير لك دوما تحقق مرادك في وقت معين أو حصوله كما هو، وقد تحب ما هو شر لك وفتنة لاهية أو ما يوجد هناك أفضل منه.. أو غيرها، فالخير ليس فيه بوجه من الوجوه، وإن لم يكن هو شرا في ذاته.
هذه المعية العلوية الجلالية الرحمانية توفرت حتى وسط المحن المبرمة المحتومة التي كانت أمرا مقضيا.. فقد تنجي عاجلا وتنصر وترفع البلاء، وقد تترك البلاء قائما ولكنها تمنح الصبر والألطاف لتعبر أنت سالما إلى الجنة.
لو تقربت بقليل "شبر" فكأنما تقربت بكثير "ذراع"!
قُربه سبحانه من قلوب المؤمنين خير عميم معلوم، وتقريبه لها إنعام عظيم، فإنَّ القلوبَ تصعد إليه على ما قدر فيها من الإيمان والمعرفة والنور والاستقامة والصلاح.
.. معك حبل القرآن موصول بالسماء، نعمة وأمانة وحجة ومسؤولية.
..وبينك وبين ربك أن تتبع هداه وتسبح وتقدس في إسلامك النفس بسجدة العمر، أي في قرار توحيدك وإيمانك واتباعك وكفرك بالطاغوت وحملك الأمانة وأخذك الكتاب بقوة، وفي هجرة النفس عما نهى سبحانه وتمسكك بما أوحى عز وجل، وفي سؤال المحبة والإنابة والولاية، وهي من جوهر العبودية.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق