الأحد، 19 فبراير 2023

صوت الحوت نموذج وعبرة

هذا حديث عن الحوت الأزرق وغيره لكن معه تعقيب.

ليست كل قضية يجب الرد عليها فورا أو في كل وقت، لأن هذا له تأثير سلبي على طاقة ووقت وبرنامج وتوجه الجميع .. وتأمل حواشي الغزوات لتتدبر الحكمة.. فقد يستدرجك عدوك أو ينزلك رفيق أحمق أو شخص بلا خطام.
 

 فلا تنزلق لتترك أهم وأولى ما يجب تقريره وفعله...فتصبح أنت مجرد جهاز رد آلي أو صدى أو طبلة أو رد فعل أعمى بحسن نية يعيق نفسه ويشوش ويمنح لخصمه فرصة التقاط الأنفاس والإجهاز على الأساس وهو يتأمله في مساحات حصره هو فيها، وقد صارت نخبوية رغم أهميتها، ومنفرة أسلوبا بسبب الحواشي العصرية.

تأمل/

نحن مأمورون بتدبر سجود الكون والكائنات لأسباب! 

"أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ۩ (18)

 ليس لدى الحوت أحبال صوتية، لكن حنجرته تصدر صوتا مميزا قد يخرق طبلة أذن الإنسان القريب، صوت ربما يصل إلى ٢٠٠ ديسيبل! أي يفوق صوت النفاثة وهي على ارتفاع ٢٥ مترا.

وكل عائلة حيتان لها صوت حداء مميز يقوم به الرجال، تخاطب الحيتان بعضها بهذه الموجات الصوتية على أشكال مختلفة وجميلة ، ربما ترنيم أو ترتيل أو حديث أو مواء ونداء أو كالغناء أحيانا، يشبه بعضها أناشيد أو لعلها تسابيح مسموعة لنا وغير مفهومة التفاصيل، تسمع على بعد قد يصل لثلاثين كيلا.
 

 وبعض الصوت _وهو أعجب _ يكون بموجات في نطاقات غير مسموعة لنا، ويتم تسجيلها بأجهزة خاصة، وتتجاوز مسافات الحوار والخطاب فيها بين الحيتان الألف كيلومتر! 

 
يعني حوت على شاطئ فلسطين ينشد وينادي ويحكي أو يسبح تسبيحته أو يبث بها خبره وأنينه فيسمعها حوت في طرف أوروبا، ويظن الباحثون أنه قد يكون حوارا عن الأجواء والمكان والطرائد، لكنه في الحقيقة لا ينحصر فهو متنوع لأقسام كثيرة، وليس متعلقا بظرف ولا هو متماثل أبدا.

الصوت أنواع وتكاد أحيانا تمسك بطرفه، كأنه لغة محكية أحيانا، وأحيانا كتغريد الشادي وتسبيح الأواب ومزامير آل داود عليهم السلام، ويتم توزيعها مع صوتيات التأمل والاسترخاء في مشافي الاستجمام لتهدئة الأعصاب وعلاج القلق والألم المزمن وفرط التشتت . .

وحكمة اختيار الصوت للتواصل أنه أسرع بأربع مرات تحت الماء..فكيف وعى سبب ذلك..أم خلقه من يعلم ويحيط ويدبر....

ولا تنفد طاقة هذه الموجات الترددية بسهولة..ويمكن رصدها حتى من الفضاء.. كموجات صوتية منخفضة التردد.. ( Cholewiak ، 2012). ويتراوح نطاق تردد الصوت بين 20 هرتز و 24000 هرتز (Au et al. ، 2006). فهي مثالية إذا للاتصالات والتنسيق والنداء، لأن الوسائل الأخرى مثل الرائحة تحت الماء محدودة الانتقال أيضًا مقارنة بهذا، ومعلوم أن النظر في الأعماق أقل فعالية كذلك بالمقارنة، فوهبها الوهاب هذه الميزة وخلقها لها، ويسر لها فهم بعضها وهداها سبلها.

أرأيت الأولية والظهور ..أرأيت الخفاء والتدبير 

"الأول الآخر الظاهر الباطن"

"ولربك فاصبر"




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق