((قال يحيى بن معاذ:
"يكاد رجائي لك مع الذّنوب، يغلبُ رجائي لك مع الأعمال!
لأني أجدني أعتمد في الأعمال على الإخلاص... وكيف أصفّيها وأحرِزُها وأنا بالآفات معروف.
وأجدني في الذنوب أعتمد على عفوك، وكيف لا تغفرها وأنت بالجود موصوف))
** ((حتى لو خالفت أمر الله تعالى فالرجاء منك مطلوب بكرمه وفضله ولطفه عز وجل، لكي تقبل وتنيب وتتوب، ولتسعد بالمغفرة، ولا تقنط، ولا تيأس أبدا.
.. والرجاء غير التمني، التمني ربما هو مجرد حلم يصحبه العجز والغرور والسلبية
والإصرار والتمادي..
الفارق أن مع الرجاء محاولة، سعي ولو في ميدان النفس وساحة الإرادة))
(( والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ))
[رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وابن ماجه في كتاب الزهد. عن شداد بن أوس رضي الله عنه].
**((من هم الراجون حقا؟
أولئك يرجون /
قال تعالى في وصف الذين يرجون رحمته حقا:
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ} [البقرة: 218]))
** (("من كان يحب فليتبع، ومن كان يرجو فليعمل!" :
وقال سبحانه:
{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }
[الكهف: 110]..
وهذا هو العمل الصواب الخالص..
"ترك القبيح وفعل الصحيح، ولا جلاء بغير علم!" ))
** ((من كان يرجو الله تعالى حقا فسيكون ذاكرا لله!
ومن كان يذكر الله سيكون له أسوة ونموذج يذكره بالله، ويكون له مثال يقتدي به، وسيسعى بقلبه وسينفق من نفسه وسعته..
(أسوة حسنة لمن كان يرجو الله)
(أولئك يرجون رحمة الله..)
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)
[الأحزاب:21]))
** (("وهذه دعوة للنشاط والفأل والرجاء الإيجابي، فليس مستحيلا أن تنوي الخير وتبادر للنهوض كلما سقطت"... وستتبدل الهنات بالصدق حسنات!
(( قال سليمان التيمي حين حضرته الوفاة
لابنه معتمر: يا معتمر، حدثني بالرخص؛ لعلي ألقى الله وأنا أُحسن الظن به"))
** ((المقصود من لين الرجاء أن مَن وقع منه تقصير فليحسن ظنه بالله، راجيا أن يمحو عنه ذنبه، وليندم، وليسع للإقلاع عن الخطيئة وليحاول محوها بحسنة، وتبيين ما يجب عليه وإصلاح ما فسد منه قدر الإمكان..
فالتعثر والتقصير ليسا مشكلة، ولا الملائكية معيار النجاح، بل المطلوب شخص يحاول الإصلاح، وتسوؤه سيئته وتسره حسنته ويتشوف بحق لأن يجبر تقصيره ...
انظر كلمة" يرجون" وصف معنوي لحال عملي:
{أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} [الإسراء:57]))
** ((قالوا عن الرجاء:
((الرجاء ليس تمنياً فلسفيا باردا، إذ التمني هو توقع قاعد خائب.
بينما الرجاء هو هدف حار مشوق، يبذل له الجهد بالقلب والقالب قدر الطاقة، بجميع أبواب الالتجاء والانتفاع من جميع الوسائل المشروعة حسب وسعه))
((لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا))
قالوا عن الخوف:
((ليس الخائف الذي - فقط - يبكي ويمسح عينيه، إنما الخائف من يترك ما يخاف أن يعذّب عليه))
قالوا عنهما معا:
((الخوف والرجاء هديتين عظيمتين من الله إلى قلب الإنسان، وعليه التوازن بينهما، فلا يصل إلى انقطاع عمله وأمله من فرط الخوف، ولا إلى رخاوة وبطالة واستهانة بالمخالفة من فرط الرجاء))
.. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق