الأربعاء، 9 مارس 2016

الصداع ابتلاء

"يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ (18) لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ" :

"لا يصدعون عنها .."..

مما قيل في تفسيرها أنه لا يصيبهم من بعدها صداع ولا تعب ..

وتأملت:
 لعله الجزاء من جنس العمل، فقد  امتنعوا حبا لله تعالى عن خمر الدنيا،

ولقد صبروا ابتغاء وجه الله تعالى على الأمراض والنصب وعلى الصداع والحمى خاصة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تزالُ المَليلةُ والصُّداعُ بالعبدِ والأمَةِ، وإنْ عليهما من الخطايا مثلُ أُحُدٍ فما تدَعُهما وعليهما مِثقالُ خَردلةٍ"
 أخرجه المنذري  وغيره بسند جيد..

وأخرج ابن أبي الدنيا :
قَالَ رَسُولُ الله  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزَالُ الصُّدَاعُ وَالْمَلِيلَةُ بِالْمَرْءِ الْمُسْلِمِ حَتَّى يَدَعَهُ مِثْلَ الْفِضَّةِ الْمُصَفَّاةِ»

وذكر ابن رجب في لطائف المعارف :

"قال كعب: أجد في التوراة لولا أن يحزن عبدي المؤمن لعصبت الكافر بعصابة من حديد لا يصدع أبدا.."

وقال رحمه الله:

"أن أول ما ابتدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من مرضه وجع رأسه، ولهذا خطب وقد عصب رأسه بعصابة دسماء، وكان صداع الرأس والشقيقة يعتريه كثيرا في حياته ويتألم منه أياما"

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: دخل أعرابي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الرسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل أخذتك أم ملدم قط؟) قال: وما أم ملدم، قال: (حر يكون بين الجلد واللحم)، قال: ما وجدت هذا قط، قال: (فهل أخذك هذا الصداع قط؟) قال: وما هذا الصداع؟ قال: (عرق يضرب على الإنسان في رأسه)، قال: ما وجدت هذا قط، فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا)
أخرجه أحمد والنسائي والبزار والبخاري في الأدب المفرد والهيثمي رحمهم الله جميعا ورضي عنهم

قال تعالى في كتابه الكريم:
 "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب "

قال ابن كثير في تفسيرها:

 وهي : الأمراض ; والأسقام ، والآلام ، والمصائب والنوائب...

  ( البأساء ) الفقر . قال ابن عباس : ( والضراء ) السقم .

( وزلزلوا ) خوفا من الأعداء زلزالا شديدا ، وامتحنوا امتحانا عظيما "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق