الأربعاء، 30 مارس 2016

بين الجمهوريين والديمقراطيين

أحد الكرام كان ينتقد المرشح الأمريكي النازي، والذي تتسع ليبراليتهم لأفكاره نظريا وعمليا، مما يدل على كون ليبراليتهم بأعرافها مذهبا مؤدلجا، لا ينفك عن صليبيته وشيطانه، فهي ليست آلية صماء بل رأس حربة،

وذكرته بأن الجانب الآخر كالمرشحين الديمقراطيين لا يقل قذارة عمليا، وإن ادعى العلمنة التامة لكنه يقترب من الدين وقتما يلزمه لمحاربة الإسلام، وذكرته بما قلناه يوما أن أوباما -رغم علمانية الراية العامة والحزبية  ورغم أكذوبة الثقافة الديمقراطية المحلية- وقف يوما ما منكرا الشائعات التي قالت أنه مسلم، قبل الانتخاب، وأكد على ملته وبين فرعها ومذهبها وذكر اسم الكنيسة التي يرتادها، ليطمئن الناخب.. مثلكم اﻷعلى يا من تتبرعون بالتنصل والمداهنة ليقبلوكم ويرضوا عنكم..

فهؤلاء أعتى عتاة اللادينية المدنية لديهم شرط الدين عمليا ونظريا في الخلفية،  لكنه كود منطوق مفهوم غير مكتوب...معروف عرفا مشروط ضمنا حتى لو كان فولكلوريا ..ولديهم اﻷساس الديني والتوجيه الطائفي المنحاز المبطن والتوجيه المرجعي الكتابي  الذي يحدد القوانين والمواقف من القضايا الأخلاقية كالاجهاض والشذوذ وو...وهذا النفس العقدي جزء من الزخم الذي يهيء للمشاريع التاريخية  الجو المتوفر إعلاميا  والذي هو موجه للناخب في الدعاية بين الفريقين بشكل جلي، وهو مصنوع بمليارات تمتلكها نخبة محددة،
وإﻻ ما احتاج المرشح الأوفر حظا   منذ سنوات -أوباما- لنفي اﻷمر عن نفسه،  وما استغله أتباع تشيني وسارة بالين وقتها ...
لهذا فمهما تغيرت الوسائل  فالإنسان هو اﻹنسان، والصراع هو الصراع، والعناوين قد تتحور دون المضامين، لكي يخدعوا بها السذج، وليمارسوا اﻷستاذية الوهمية فيما يسمى القيم اﻷساسية واﻷعراف، رغم تعامي حضارتهم بقيمها وبماكينتها الإعلامية والسياسية الأممية ومحاكمها وأذرعها عن كل صور الوحشية والأهوال التي نراها-فضلا عن دعمها والتواطؤ معها وإمهالها- إلا التي تمس غير المسلم أو تمس الرجل الأبيض ومصالح الرجل الأبيض. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق