الثلاثاء، 29 مارس 2016

آلية التفكير والفهم

أمسك المعلم بعصاه:
 دماغك فارغ... لا بأس، لكن دماغك مثقوب! ..هنا أقول: لا ..هناك بأس.
تضيع ما ترزق به رزقا حسنا وتغفل عنه، ولا تهتم بأن تملأ عقلك بما ينفع أصلا،
وتغرق في المجريات والأنفس الزائلات..

يعطيك كتابك الدواء، ويقول لك هذا سبيل شفائك،
ويقول طبيبك فهمت؟ سلني، ناقشني.. فتقول فهمت،
ثم تكرر شكواك، وأنت لم تصرف دواءك ولم تتجرعه أساسا..
 لم تحاول أن تفهم حقا، وتعيد شكواك كما هي!
ألم تدرك أن الدواء هنا ترياق يغير المفاهيم والأحاسيس وأدوات الاستيعاب ويعيدها لحالتها
الأصلية الفذة النقية...

لو فهمت مرضك وسببه وفهمت دواءك وعقلته لما شكوت من هذا العرض،
ولتغيرت طريقتك في النجوى والشكاية.
ولأثرت فيك معرفة الهم الحقيقي، ولتبدل إذا مفهومك للمشكلة  التي
 تشكو منها، ولنوع التعامل معها..لابد أن تترك الاستخفاف بكل شيء وأن تفتح قلبك،
وأن تقدر قيمة الكلمة وأمانة المعنى، وألا تمر على القول وأنت معرض، ظنا منك أن هناك
حلا عصريا سحريا فوريا بوصفة تصل بالطلب لكل وخزة تظن أنها نهاية الكون...
"بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق