الاثنين، 21 مارس 2016

القرية الظالم أهلها



لأن العالم كله قرية صغيرة ظالمة إلا ما شذ وندر، وهذه هي العولمة بمفهوم الهيمنة، فظالمنا المحلي وكيل وموزع معتمد للظلم العالمي، ولهذا السبب فالكفر بالطواغيت ليس شأنا محليا ولا إقليميا، بل رسالة أممية عابرة للقارات وللعوالم لإنارة الكون وتطهيره من الرجس والدنس كله، وكل مقاربات ومحاولات الإنكفاء الداخلي بدعوى الاضطرار تحمل جنين الفشل لذات السبب فتجاهلنا للحقيقة لا يلغيها...
ولعل هذا سبب لأن دعاء المؤمنين في الآية الكريمة ليس فقط بأن يخرجهم الله تعالى من القرية الظالم أهلها، بل كذلك دعوه سبحانه بأن يجعل لهم من لدنه سبحانه وتعالى وليا ويجعل لهم نصيرا...وهذا هو الفارق بين مجرد بلد ودويلة تجيرنا وتؤوينا، وبين دار للإسلام بحق، لا تحاسبك على بسبورك ولا تقايضك على شيء من دينك لتمنحك جنسيتها .. وهذه قيمة وجود كيان قوي يمثل النموذج الرباني الصحيح، وهو بيان لنعمة وفضل تمثله يوما ما في دنيانا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق