تمتع كبار الصحابة رضي الله عنهم بهذه الاستقلالية الفكرية، لهذا تركوا ما كان عليه آباؤهم من فهم للدين والدنيا في أمور مفصلية، وتفكروا وتدبروا، وتمتعوا بحس عقلي متوازن لنقد المعايير، لأجل تمييزها، وللنظر الكلي - البانورامي- وللتفرقة بين النصوص المحكمة والثوابت والكليات وبين الجزئيات، وبين حالات قصد الامتثال والتعبد بتنفيذ المسموع، ومقامات المقاصد والمصالح، دون تبديل ولا تحريف ولا تمييع أو شطط، وبدا حرصهم على الفهم والاستيعاب والسؤال والاتباع اقتداء لا تقليدا في كل مواقفهم الخالدة طوال حياتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعلينا تعلم هذه الخصال الفطرية وتحقيق منهج الاستدلال والتلقي الذي بنى السلف فهمهم ونتائجه عليه، وليس الاقتصار على تلقين النتائج في أي سياق.
الأحد، 31 يناير 2016
السبت، 30 يناير 2016
لوثة التنمية البشرية وبناتها وعماتها
أؤيد رفضها ورفض مدربيها باستثناء المبالغة في النفي المطلق وفي ضم الفارغين والحواة لبعض من اجتهد فأخطأ وحاول تصحيح مساره نوعا ما، وبعض الخلط بين النصب والوهم العاديين، وبين فروع الشعوذة والإلحاد والمغالطات الجسيمة ... ، وهناك دراسة قيمة للجيش الأمريكي ربما 2003، وأحسب أنه من السهل الحصول عليها عبر البحث، حين وقف البرمجة بعد تجربتها وتقييمها وبعد إثبات عدم تحسن الأداء وعدم جدوى النفقات... كانت اللوثة في قمتها، وقد أساء المتربحون لمن حسنت نواياهم من المحاضرين_ وهم قلة نادرة- والأغلب فعلا فقاعات، وأساؤوا للأساسيات التي فعلا يحتاج بعض الناس للتذكير بها للعلاج السلوكي المعرفي وللتقويم بمستوياته... ..
مع الله جل جلاله
ويبرز مع الصبر هذا الإيمان وذاك الصفاء ، ويكون ظهور الطاعات العظيمة والإنابة والتسامي أكبر من أي ثمن..
وهذا الإشراق يتبدى عند جلال سجود القلب ..سجود الشكر وسجود الصبر.. ولا يرى الصورة قاتمة إلا من حرم النور.. إلا من كان أعمى عن نور الغفور الودود.....
الجمعة، 29 يناير 2016
جنيف اليوم 29 يناير 2016
وفي جنيف سيتم الفرز على مستويات: ينبذ الجميع إلا الكيانات التي تقبل التعددية التي تجعل الدين نسبيا وترفض مفهوم الإسلام الصحيح، الإسلام كما هو، دين رباني سماوي مهيمن ذو مشروع حضاري ثقافي وسياسي وقانوني، يعني تبقى الكيانات تقبل أن تكون مركوبة للأبد على مقاعد للشغب بالبرطمان، فمن يشترط عليه ذلك لا يولى في شرع العولمة إلا تحت الوصاية، ثم يتم الفرز بقوائم للأفراد، لتسليم من ليس من أبوين وجدين سوريين لبلده لتنحره، ثم يصنف السوريون لإرهابيين أو مستسلمين.. ونظرا لضخامة البقعة فتجربة البوسنة محفز للإلهام وليست نموذجا، وهذا كله حبر على ورق فالمعارك كما يبدو لن تنتهي هنا بل ستصبح القصة تدشينا لمرحلة جديدة، سواء تمت أو فشلت الاتفاقيات
"عندما يتعلق الأمر أو النهي بقاعدة من قواعد التصور الإيماني، أي بمسألة اعتقادية، فإن الإسلام يقضي فيها قضاء حاسماً منذ اللحظة الأولى."
"فعندما كانت المسألة مسألة التوحيد أو الشرك: أمضى أمره منذ اللحظة الأولى. في ضربة حازمة جازمة. لا تردد فيها ولا تلفت، ولا مجاملة فيها ولا مساومة، ولا لقاء في منتصف الطريق. لأن المسألة هنا مسألة قاعدة أساسية للتصور، لا يصلح بدونها إيمان ولا يقام إسلام."
... الظلال..تفسير سورة البقرة
لكن هل تستطيع جلب السكينة والرضا؟ فلا نصب وﻻ صخب مع من تحب!
هذه لم تجعل لعبد بل يسألها الجميع من رب العباد.
تأمل جو الكعبة، وتأمل بشرى جبريل للسيدة خديجة عليها السلام..ولاحظ ان أحد رواتها هو أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها!...لتفهم معنى الغبطة..
روى الشيخان بإسنادهما إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب ولا نصب))
الأربعاء، 27 يناير 2016
جنيف !!!!
جنيف#1
"وإذا الضعيف شكا القوي إلى الألى ** لا يعرفون سوى الضعيف أثيما"
هذي تغاريد الوداع للذاهبين إلى جنيف ليوقعوا على بيع كل شيء في مقابل اللاشيء،
جنيف = ثلاجة تجارب الأمم المبتلاة بأمثالكم...،
وأنتم ذاهبون إلى جنيف لتأكلوا الفوندو والروستي والبليرماجرونين مع المعلم، تذكروا
أن لحم البقر يطهى بالخمور، وأن طعامكم مطهو بدم ربع مليون طفل وعشرة ملايين مصاب ..
جنيف# 2
...المعلم :
"يطأ الثرى مترفقاً من تيهه ** ويدير طرفاً في الأنام سقيما
فإذا رأى من لا مرد لأمرهم ** لثم التراب أمامهم تعظيما"
جنيف# 3
"واضحك إذا انتحل السياسة أخرق ** داجي البصيرة يجهل المعلوما"
هناك حيث مغسلة الأموال المسروقة والملوثة بالدم والدعارة والمخدرات
والإفساد والاستعباد ، حيث مغسلة البلاد المسروقة ومحطة تدوير الشعوب المنتهكة،
وحلزونة التفاوض مع عقارب وحيزبونات العالم...
وستجدون تمثالا لحمار مكتب تحته لأنه بلا خيار،
جنيف# 4
"ألفوا المذلة والهوان فان ترم ** لهم حياة العز كنت ملوما
فاعجب لقوم طاوعوا أهواءهم ** فأرتهم نار الجحيم نعيما"
جنيف مثل الأخطبوط، وهي لهم وعلينا، مكاسبها مفصلة على مقاسهم
والخوازيق لمن يأتي،
لا ينال فيها منتسب للسنة ولا للعروبة أو لفلسطين
حقا أو شبه حق، ولو ناله بقرار بات مجرد أحبار، وفسروه بأنه غير ملزم،
يتم توثيق اغتصابه وكتابة عقد المحلل وو
جنيف# 5
تظنون أنكم الجميلة التي كانت تقدم قربانا ليتزوجها الوحش فينال قومها مهلة...
"إن تسقهم ماءً فراتاً آثروا ** جهلاً على الماء الفرات حميما
ومن الغرائب أن كلا منهم ** بالذل يفخر ظاعناً ومقيما"
من ذهب بما يسمونه غصن الزيتون فلا يلومن إلا نفسه، لو اغتصبوه
هناك فلا لوم عليهم، فالعدو ليس بهذه البلاهة، وللمتفرج : في النهاية
تشرب أنت المر والقذى والأذى ممن صدرته وكبرته،
ومن عدوك.
جنيف# 6
وسطاء محايدون وفندقة ومواثيق:
"لكنهم جعلوا الخداع ستارهُمْ ** فالجسم قاس والثياب رقاق"
تحلم أنت بالتغلغل داخله وتتركه يتغلل داخلك!
جنيف# 7
"أَوْثَقْتُمُ الأُممَ الضعيفةَ باسمها ** ولبغيكم بسلاحها إِطلاق
العدلُ فيها دُميةٌ جوفاءُ لا ** روحٌ بها ودِهَانُها براق
تشدو بتحرير العبيد طغاتُها ** وبها لأَحرار العلى استرقاق"
لا تنسوا المزايدة على من ينصحكم ويقسو عليكم دون أن تعرفوا تاريخه أو تناقشوا كلامه موضوعيا..
جنيف# 8 سلو تراث عرفات وعريقات الشهير ب332 و448 والسادات وما جنيناه
"وبك الوثائقُ حُبِّرتْ مَمضِيَّة ** ناؤوا بها الطبّاع والوراق
والناسُ بين مغفّل متفائل ** ومحنك متشائم عشاق"
موت الإرادة
عدم موت الإرادة هو بذاته نتيجة وثمرة هائلة في أي صراعات، وليس تحقق الغاية هو معيار القياس، أنفاس السعي الأولى تغسل القلوب والهمم والذمم، وتفتح العقول، وتنفي خبث الجبن والتكلس والتبلد، وبها يشرق الأمل
"انظروا الغرب على الشّرق سطا * هكذا تسطو البلاد الطّامعة
أفما آن لنا أن نرتقي * مثلما ترقى الشّعوب الطّالعة
سبقونا وأرى أوطاننا * بالبلايا والرّزايا ضائعة"
بين السيء والأسوأ
الموقف مبك مضحك في آن....صراعات يعلمها كثيرون ولا يبوحون....وخطايا يراها كثيرون ويبتلعون....كثيرون لا يريدون تصديق الحقيقة ومواجهتها, ....ويفضلون دفن الرأس في الرمال بل في الدماء...بمثل هذا المنطق ضاعت بغداد أول مرة مع الغزاة وثاني مرة مع الطغاة, ونزلت الأمة درجة درجة, فسلمت الأبدان وتلفت الأديان, ولم يبق لها سوى بصمة الغرباء عبر القرون, الذين سجلوا موقفا غير رمادي, وغير مجامل , وغير مداهن ولا خائر, ويعلم مغبة فقه التنازل وتغييب الخيار الشائك...المر.. وحصر الدنيا في العمل خادما أو جلادا, ومن ثم اختيار الأول ثم صبغه بالخيرية والأمل في أنهم سيتركونك ليتحسن الوضع وتنمو وستتاح لك يوما فرصة سانحة جميلة ذلول طيعة بلا ثمن فادح.... وإلباسه ثوب الحكمة وليته بقي على اسمه شرا من الشرين وضررا من الذلين, ومساءة من المعروضتين, بل بعد إلغاء الخيارات الغائبة غيروا وصف خيارهم وبدلوا اسمه وأصلوا رسمه, وصار هو الخيار الاستراتيجي والوحيد, بل والغاية.. وهو النبل والقلادة, ونتوارثه جيلا فجيلا, حتى صرنا أسرى الأكذوبة والأضحوكة لا تمايز حقيقي ولا توافق حقيقي...
..........................................
1433 من هجرة الحبيب عليه الصلاة والسلام
إن الإسلام منهج واقعي للحياة. لا يقوم على مثاليات خيالية جامدة في قوالب نظرية. إنه يواجه الحياة البشرية- كما هي- بعوائقها وجواذبها وملابساتها الواقعية. يواجهها ليقودها قيادة واقعية إلى السير وإلى الارتقاء في آن واحد. يواجهها بحلول عملية تكافئ واقعياتها، ولا ترفرف في خيال حالم، ورؤى مجنحة: لا تجدي على واقع الحياة شيئاً!
هؤلاء قوم طغاة بغاة معتدون. لا يقيمون للمقدسات وزناً، ولا يتحرجون أمام الحرمات، ويدوسون كل ما تواضع المجتمع على احترامه من خلق ودين وعقيدة. يقفون دون الحق فيصدون الناس عنه، ويفتنون المؤمنين ويؤذونهم أشد الإيذاء، ويخرجونهم من البلد الحرام الذي يأمن فيه كل حي حتى الهوام!.. ثم بعد ذلك كله يتسترون وراء الشهر الحرام، ويقيمون الدنيا ويقعدونها باسم الحرمات والمقدسات، ويرفعون أصواتهم: انظروا ها هو ذا محمد ومن معه ينتهكون حرمة الشهر الحرام!
فكيف يواجههم الإسلام؟ يواجههم بحلول مثالية نظرية طائرة؟ إنه إن يفعل يجرد المسلمين الأخيار من السلاح، بينما خصومهم البغاة الأشرار يستخدمون كل سلاح، ولا يتورعون عن سلاح..! كلا إن الإسلام لا يصنع هذا، لأنه يريد مواجهة الواقع، لدفعه ورفعه. يريد أن يزيل البغي والشر، وأن يقلم أظافر الباطل والضلال. ويريد أن يسلم الأرض للقوة الخيرة، ويسلم القيادة للجماعة الطيبة. ومن ثم لا يجعل الحرمات متاريس يقف خلفها المفسدون البغاة الطغاة ليرموا الطيبين الصالحين البناة، وهم في مأمن من رد الهجمات ومن نبل الرماة!
إن الإسلام يرعى حرمات من يرعون الحرمات، ويشدد في هذا المبدأ ويصونه.
ولكنه لا يسمح بأن تتخذ الحرمات متاريس لمن ينتهكون الحرمات، ويؤذون الطيبين، ويقتلون الصالحين، ويفتنون المؤمنين، ويرتكبون كل منكر وهم في منجاة من القصاص تحت ستار الحرمات التي يجب أن تصان!
وهو يمضي في هذا المبدأ على اطراد.. إنه يحرم الغيبة.. ولكن لا غيبة لفاسق.. فالفاسق الذي يشتهر بفسقه لا حرمة له يعف عنها الذين يكتوون بفسقه. وهو يحرم الجهر بالسوء من القول. ولكنه يستثني {إلا من ظلم}.. فله أن يجهر في حق ظالمه بالسوء من القول، لأنه حق. ولأن السكوت عن الجهر به يطمع الظالم في الاحتماء بالمبدأ الكريم الذي لا يستحقه!
ومع هذا يبقى الإسلام في مستواه الرفيع لا يتدنى إلا مستوى الأشرار البغاة. ولا إلى أسلحتهم الخبيثة ووسائلهم الخسيسة.. إنه فقط يدفع الجماعة المسلمة إلى الضرب على أيديهم، وإلى قتالهم وقتلهم، وإلى تطهير جو الحياة منهم.. هكذا جهرة وفي وضح النهار..
وحين تكون القيادة في الأيدي النظيفة الطيبة المؤمنة المستقيمة، وحين يتطهر وجه الأرض ممن ينتهكون الحرمات ويدوسون المقدسات.. حينئذ تصان للمقدسات حرمتها كاملة كما أرادها الله.
هذا هو الإسلام.. صريحاً واضحاً قوياً دامغاً، لا يلف ولا يدور؛ ولا يدع الفرصة كذلك لمن يريد أن يلف من حوله وأن يدور.
وهذا هو القرآن يقف المسلمين على أرض صلبة، لا تتأرجح فيها أقدامهم، وهم يمضون في سبيل الله، لتطهير الأرض من الشر والفساد، ولا يدع ضمائرهم قلقة متحرجة تأكلها الهواجس وتؤذيها الوساوس.. هذا شر وفساد وبغي وباطل.. فلا حرمة له إذن، ولا يجوز أن يتترس بالحرمات، ليضرب من ورائها الحرمات! وعلى المسلمين أن يمضوا في طريقهم في يقين وثقة؛ في سلام مع ضمائرهم، وفي سلام من الله..
الظلال -تفسير سورة البقرة.. لكل مهموم ومبتلى وعند مفترق الطرق للفرد والجمااعة...ساحة التكليف والبلاء وعلاج الهم والغم
إنه من يدري فلعل وراء المكروه خيراً. ووراء المحبوب شراً. إن العليم بالغايات البعيدة، المطلع على العواقب المستورة، هو الذي يعلم وحده. حيث لا يعلم الناس شيئاً من الحقيقة.
وعندما تنسم تلك النسمة الرخية على النفس البشرية تهون المشقة، وتتفتح منافذ الرجاء، ويستروح القلب في الهاجرة، ويجنح إلى الطاعة والأداء في يقين وفي رضاء.
هكذا يواجه الإسلام الفطرة، لا منكراً عليها ما يطوف من المشاعر الطبيعية، ولا مريداً لها على الأمر الصعب بمجرد التكليف. ولكن مربياً لها على الطاعة، ومفسحاً لها في الرجاء. لتبذل الذي هو أدنى في سبيل الذي هو خير؛ ولترتفع على ذاتها متطوعة لا مجبرة، ولتحس بالعطف الإلهي الذي يعرف مواضع ضعفها، ويعترف بمشقة ما كتب عليها، ويعذرها ويقدرها؛ ويحدو لها بالتسامي والتطلع والرجاء.
وهكذا يربي الإسلام الفطرة، فلا تمل التكليف، ولا تجزع عند الصدمة الأولى، ولا تخور عند المشقة البادية، ولا تخجل وتتهاوى عند انكشاف ضعفها أمام الشدة. ولكن تثبت وهي تعلم أن الله يعذرها ويمدها بعونه ويقويها. وتصمم على المضي في وجه المحنة، فقد يكمن فيها الخير بعد الضر، واليسر بعد العسر، والراحة الكبرى بعد الضنى والعناء. ولا تتهالك على ما تحب وتلتذ. فقد تكون الحسرة كامنة وراء المتعة!
وقد يكون المكروه مختبئاً خلف المحبوب. وقد يكون الهلاك متربصاً وراء المطمع البراق.
إنه منهج في التربية عجيب. منهج عميق بسيط. منهج يعرف طريقه إلى مسارب النفس الإنسانية وحناياها ودروبها الكثيرة. بالحق وبالصدق. لا بالإيحاء الكاذب، والتمويه الخادع..
فهو حق أن تكره النفس الإنسانية القاصرة الضعيفة أمراً ويكون فيه الخير كل الخير.
وهو حق كذلك أن تحب النفس أمراً وتتهالك عليه. وفيه الشر كل الشر.
وهو الحق كل الحق أن الله يعلم والناس لا يعلمون!
وماذا يعلم الناس من أمر العواقب؟ وماذا يعلم الناس مما وراء الستر المسدل؟ وماذا يعلم الناس من الحقائق التي لا تخضع للهوى والجهل والقصور؟!
إن هذه اللمسة الربانية للقلب البشري لتفتح أمامه عالماً آخر غير العالم المحدود الذي تبصره عيناه. وتبرز أمامه عوامل أخرى تعمل في صميم الكون، وتقلب الأمور، وترتب العواقب على غير ما كان يظنه ويتمناه. وإنها لتتركه حين يستجيب لها طيعاً في يد القدر، يعمل ويرجو ويطمع ويخاف، ولكن يرد الأمر كله لليد الحكيمة والعلم الشامل، وهو راض قرير..
إنه الدخول في السلم من بابه الواسع.. فما تستشعر النفس حقيقة السلام إلا حين تستيقن أن الخيرة فيما اختاره الله.. وأن الخير في طاعة الله دون محاولة منها أن تجرب ربها وأن تطلب منه البرهان!
إن الإذعان الواثق والرجاء الهادئ والسعي المطمئن.. هي أبواب السلم الذي يدعو الله عباده الذين آمنوا ليدخلوا فيه كافة.. وهو يقودهم إليه بهذا المنهج العجيب العميق البسيط. في يسر وفي هوادة وفي رخاء. يقودهم بهذا المنهج إلى السلم حتى وهو يكلفهم فريضة القتال.
فالسلم الحقيقي هو سلم الروح والضمير حتى في ساحة القتال.
وإن هذا الإيحاء الذي يحمله ذلك النص القرآني، لا يقف عند حد القتال، فالقتال ليس إلا مثلاً لما تكرهه النفس، ويكون من ورائه الخير.. إن هذا الإيحاء ينطلق في حياة المؤمن كلها. ويلقي ظلاله على أحداث الحياة جميعها.. إن الإنسان لا يدري أين يكون الخير وأين يكون الشر.. لقد كان المؤمنون الذين خرجوا يوم بدر يطلبون عير قريش وتجارتها، ويرجون أن تكون الفئة التي وعدهم الله إياها هي فئة العير والتجارة.
لا فئة الحامية المقاتلة من قريش. ولكن الله جعل القافلة تفلت، ولقاهم المقاتلة من قريش! وكان النصر الذي دوّى في الجزيرة العربية ورفع راية الإسلام. فأين تكون القافلة من هذا الخير الضخم الذي أراده الله للمسلمين! وأين يكون اختيار المسلمين لأنفسهم من اختيار الله لهم؟ والله يعلم والناس لا يعلمون!
ولقد نسي فتى موسى ما كانا قد أعداه لطعامهما- وهو الحوت- فتسرب في البحر عند الصخرة. {فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً. قال: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجباً.. قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصاً. فوجدا عبداً من عبادنا...} وكان هذا هو الذي خرج له موسى. ولو لم يقع حادث الحوت ما ارتدا. ولفاتهما ما خرجا لأجله في الرحلة كلها!
وكل إنسان- في تجاربه الخاصة- يستطيع حين يتأمل أن يجد في حياته مكروهات كثيرة كان من ورائها الخير العميم. ولذات كثيرة كان من ورائها الشر العظيم. وكم من مطلوب كاد الإنسان يذهب نفسه حسرات على فوته؛ ثم تبين له بعد فترة أنه كان إنقاذاً من الله أن فوت عليه هذا المطلوب في حينه. وكم من محنة تجرعها الإنسان لاهثاً يكاد يتقطع لفظاعتها. ثم ينظر بعد فترة فإذا هي تنشئ له في حياته من الخير ما لم ينشئه الرخاء الطويل.
إن الإنسان لا يعلم. والله وحده يعلم. فماذا على الإنسان لو يستسلم؟
إن هذا هو المنهج التربوي الذي يأخذ القرآن به النفس البشرية. لتؤمن وتسلم وتستسلم في أمر الغيب المخبوء، بعد أن تعمل ما تستطيع في محيط السعي المكشوف.."
من: الظلال -تفسير سورة البقرة
الاثنين، 25 يناير 2016
بعد الثورات بخمس سنوات
إنا لله ..
والمالك الحكيم لا يفعل بملكه إلا كل صلاح وتقويم وتنقية، مهما بدا للناظرين تحت أقدامهم، وللذين قصاراهم حقبة قصيرة، أو قصاراهم موازين الدنيا...
فالقدر به ما يصقل ويهذب ويشذب ويرتقي ويستبدل! …
كإرهاصات البعثة النبوية الشريفة وتهيئة الأنفس والمناخ! والظروف، ومدرسة التجارب وتراكم الخبرات والدروس والعبر ورصيد التربية بالأحداث…
ومعلوم أن أغلب التيارات خرج من عنوان منهجه المعلن في هذه الثورات وبعد الأزمة المضادة وباع مبادئه… ،
اليسار شال العفريت الرأسمالي على كتفه وعذب الضعفاء، والليبرالي شال العسكري فوق راسه وبارك الدماء، والاسلامي تواطأ ثم قال تبت وأين الديمقراطية التي اتفقنا عليها أنا لا أحتكم لسواها…
وكلهم غير مضمون دعوته ومفهومها وطوعه ليبرر….
لكن المستقلين تعلموا والدروس أفرزت من كل صف خياره ليبتعد ..قليل من قليل لكن العبرة بالنوع والتأثير بالمعنى وبالكيفية وليس بالحجم ولا بالكتلة… هكذا كان عبر الزمان وفي كل مكان وفي كل مرة ...
ثلة من الصفوة تتبلور وتغير وتبادر متلافية كل الخطايا ثم يفتح لها..
يتوازي التحدي المعرفي مع التحدي العملي، والعلم جزء من المواجهات ومحدد لآلياتها عامة ، ولا أتحدث عن الافتتان في النية أو الفتنة بتضييع الوقت دون رؤية بانورامية ودون أساس من التوحيد والمنهاج، ولا عن الغرق والاستغراق في التخصص بلا أولويات وبدون توظيف للطاقات ، أو التفرغ الوهمي دون توازن أو شمولية…. وأما جامعات العالم الثالث -وديناصوراتها في هيئة التدريس- فحالها يغني عن انتقادها، وذكرها يرفع شأنها ويجعل لها قيمة.. فلا يصح، والنوابغ المهذبون فيها استثناء.. .
تغاريد:
بعد كلمات رسول الروم كيري للجميع وتعقيب حاجب الروس لافروف،
...حلقة من صراع الحضارات المذكور الذي يتجلي بوكلائه في مصر وجنيف وصنعاء… وغيرها، المختلفون مهما اختلفوا فهم طرف ما ...يختلفون عليك لا فيك...ولا حولك، يختلفون على كيفية اقتسامك ..
لم يحن أوان توحد أحدهم معك ومراعاته لك، أما أن يركبك فنعم..
يمنعونك من مجرد فتح الكتاب..
من مجرد الاقتراب.. بغض النظر عن كونك تطلب الحق كاملا أم لا..أتاتورك حارب الشرع ثم استدار على غطاء الرأس، وحرم الأذان ومسح حرف العربية المكتوب…..
مجرد اقترابك من أي رمز وليس من قلب الهوية خط أحمر ...حتى الختان يتدخلون فيه فما بالك بأصل الدين..
العمامة مرفوضة إلا ساجدة لهم.. اللحية مهانة إلا محللة ومؤسلمة للعلمنة وللوطنيات بتفسيرها اللاديني أو بمعنى أصح اللاإسلامي وإن قلت المضاد له = الأنتي إسلامي فقد أحسنت..
المصحف معزول مهجور فيزيائيا ومعنويا أو مؤول لتسطيح محتواه في المواثيق والأذهان وعلى المنابر .... ويصير حمله تهمة وذكره مشكلة في أي محفل دستوري أو قانوني أو سياسي=
= فما بالك بكليات العقيدة والثوابت والقيم الكبرى وتحكيم الملة ! وليس فقط تحكيم الشريعة...
..لهذا يتغاضى النظام الدولي عن النظم المحلية ويعطيها مهلة إثر أخرى.. لأن البديل هو نزوله الساحة بنفسه ليحرق الأحياء والجثث ...
.هذه عاقبة ذلك الطريق والطرق على بابهم لنيل المراد وشتان بين الطريق الصحيح وسبل العوج بفرض توحد الغايات..فما بالك وقد صارت حمالة أوجه!
ما يسمى بالتوافق
.التمايز العقدي ثم التوافق العملي فيما تسمح به الثوابت وبالضوابط وبسنة التدافع وتوازن القوى,لا توافق الغرف المغلقة وانعدام المعايير والمحاصصة والضغوط والابتزاز...
الأحد، 24 يناير 2016
متحدثون غير رسميين من المستشارين الكبار، من الطرفين; الأمريكان والروس، يهددون بعضهم دوما بذات الأمر في حوارات متنوعة، سواء في المسألة السورية والمصرية، كل طرف يقول للآخر وحلفائه بوضوح: "سنحرق لكم الشرق الأوسط !…" حين أسمع حوراتهم أتذكر أن من ليس له ذراع طويلة- مباشرة أو غير مباشرة- فكأنه أكتع، وأن أغلب الرموز بهذا الشرق يذكرون في اللقاءات كحمير ليس لها علاقة بالموضوع الذي يسار بها إليه ولا بالمشروع الذي على برادعها..
الجمعة، 22 يناير 2016
الخميس، 21 يناير 2016
ورضوا ولايتك التي من نالها ... نال الأمان ونال كل أماني...
ورضوا بوحيك، من سواه! وما ار ... تضوا بسواه من آراء ذي الهذيان
يا رب ثبتهم على الإيمان واجـ ... ـعلهم هداة التائه الحيران
.......
.......
وأقم لأهل السنة النبوية الـ ... أنصار وانصرهم بكل زمان
واجعلهم للمتقين أئمة ... وارزقهم صبرا مع الإيقان
.....
.....
وأعزهم بالحق وانصرهم به ... نصرا عزيزا أنت ذو السلطان
واغفر ذنوبهم وأصلح شأنهم ... فلأنت أهل العفو والغفران
ولك المحامد كلها حمدا كما ... يرضيك لا يفنى على الأزمان
ملء السموات العلى والأرض والـ ... ـموجود بعد ومنتهى الإمكان
مما تشاء وراء ذلك كله ... حمدا بغير نهاية بزمان
وعلى رسولك أفضل الصلوات والتـ ... ـسليم منك وأكمل الرضوان
وعلى صحابته جميعا والألى ... تبعوهم من بعد بالإحسان
الأربعاء، 20 يناير 2016
تجار الوهم
يصحو ليصبح الناس بوهم معناه: إنكم على صواب، وكل مجريات الأمور معناها أنكم فائزون غدا
الثلاثاء، 19 يناير 2016
الاثنين، 18 يناير 2016
النخب المزعومة
الأحد، 17 يناير 2016
مع ابن القيم رحمه الله
وصلاحه وفلاحه ونعيمه ... تجريد هذا الحب للرحمن..
فإذا تخلى منه أصبح حائرا ... ويعود في ذا الكون ذا هيمان..."
"فالقلب ليس يقر إلا في إناء... فهو دون الجسم ذو جولان..
يبغي له سكنا يلذ بقربه ... فتراه شبه الواله الحيران...
فيحب هذا ثم يهوى غيره ... فيظل منتقلا مدى الأزمان...
لو نال كل مليحة ورياسة ... لم يطمئن وكان ذا دوران..."
"وإذ رآه المؤمنون نسوا الذي ... هم فيه مما نالت العينان"
****
أو ما سمعت سؤال أعرف خلقه ... بجلاله المبعوث بالقرآن
شوقا إليه ولذة النظر التي ... بجلال وجه الرب ذي السلطان
فالشوق لذة روحه في هذه الـ ... ـدنيا ويوم قيامة الأبدان
تلتذ بالنظر الذي فازت به ... دون الجوارح هذه العينان
والله ما في هذه الدنيا ألذ ... من اشتياق العبد للرحمن"
السبت، 16 يناير 2016
الأربعاء، 13 يناير 2016
معالي الأمور
الشيخ محمد الخضر حسين
أعرض عن الجاهلين وأعرض عن اللغو
أعرض عن الجاهلين وأعرض عن اللغو :
لا تجادل من يجبر قصر حجته بطول لسانه... سواء بالتهم المرسلة والجاهزة أو بسوء الأدب، يمكنك تحمل من يشتتك لنقاط خارج الحوار أو من يبني براهين لا صلة لها بما سبقها لفترة وجيزة ثم تنبه لنفسك أن تغرق! وإلا استهلك وقتك بلا طائل وأصابك بالاكتئاب ... وعامة هناك دور للهوى هنا فتنبه، فهذا إذا حضر غابت العقول وطاشت الأقلام.
في مثل هذا اليوم:
ومهما كان من معاهدات ومواثيق فينبغي ألا تغير الأسماء والأوصاف الشرعية للأمور، لكيلا تسوق الباطل والتضليل للعامة والخاصة.. وإلا خربت المعتقدات والأفكار وانحرف المسار..
... لا تأتي عادة لحظة مناسبة على طبق ذهبي، فلا تبن أوهامك هناك، ولن يتركك أحد لتنمو وتأكله دون صراع مرير وثمن كبير.. بدون توضيح أن الموجود ليس شرعيا لن تقيم دينا ... دور المواطن ليس هو التصويت للشرع كما يقال ليكون قد أدى أمانته..
لابد من تبيين أن مشروعنا ليس مشروعا تقدميا ونفعيا للرفاهية فقط، بل هو - مع الإعمار- له رسالة تتناقض جذريا مع هوية وصبغة الواقع، ومع أسلوب الحل العلماني له، ومع القشرة الوسطية الزائفة، وأن تقول لهم إنني براء مما تعبدون من قيم وموازين ومفاهيم ومن آلهة عصرية وقديمة، ولا تدلس ولا تستجدي ولا تتدسس ولا تميع، هذا إذا اختارت الإسلام من جديد كما هو، كنظام عام، وهذا من معنى لا إله إلا الله ...الذي جهلته أو تناسته أو جحدته...مرة أخرى :
ومهما كان من معاهدات ومواثيق فهي لا تغير الأسماء والأوصاف الشرعية للأمور.. وإلا خربت المعتقدات والأفكار وانحرف المسار..
الثلاثاء، 12 يناير 2016
أختلف مع إطلاق القول بأن الهدف واحد هكذا، إلا من باب اشتراك الأسماء، وهذا لم يعد كافيا.. فالمضمون رسميا و لدى قطاع معتبر من المحسوبين عليهم بات مختلفا بشكل جذري، لا يغني عنه تصورهم لصيغ يرونها عصرية ويحسبونها اجتهادية، ويراها غيرهم خلاف تضاد، لا أعني خلاف التنوع حول مظهر الهيئة السياسية المنشودة، بل تجاوز الأمر لتعريف نموذج الإسلام والتوحيد والإلزام ومقتضياته، وإلى فهمهم للحوكمة-التحاكم- وللمرجعية والولاء والاتباع، وللتوسع المخل في ذكر لفظ المقاصد والمصالح كحل سحري لهدم وتجاوز كل مانع شرعي، والذي زاد إلى تصادم مع الثوابت والمحكمات المستقرة، وأدى لرد بعض النصوص عمليا-- نعم هناك لافتات لكن المفهوم نفسه لهذه الاصطلاحات والطموحات تغير عبر الزمن، الغاية تم تعديل جوهرها، وهذا يعني أن ما يبطنونه بالجلسات الخاصة -وإن خالف ما يخاطبون به الغرب والعلمانييين والممثلين- لم يعد هو الحد الأدنى للآخرين-وليس الشأن في الغايات هو تحويل صورتها بل كيفيتها، وليس التحويل والتحريف سياسيا فقط، بل في البيان والأدبيات والفتيا والتلقي والاستدلال، فهو تغير عقدي وفقهي وأخلاقي ..في تصورهم للكيان ولصبغة المجتمع تحته ، ولصيغة البيان والبلاغ، وصراط التدرج ومنهجيته
الاثنين، 11 يناير 2016
الهزيمة الفكرية
بدون ترجمة:
في مثل هذا اليوم ذكرته: مالك تضخم عدوك حتى تخفي الفضيحة التي أنت فيها بهزيمتك المنكرة، لأنك نمت حتى اعتدى عليك، وبهذا التهويل لقدرات الخصم تبرر انحرافك وازدواجيتك المستمرين، وتحيزك رويدا رويدا عن رايتك وصبغتك الحقيقية، فهو خصم مهول مسيطر عملاق متشابك، لا قبل لك به! وأنت لست من متوهمي القوة ! " ... " ولهذا ستعمل عاهرة أو قوادا،
أو تكتفي بالدياثة من بعيد لبعيد !،
أو تناضل فيما يسمح هو به! وهو باعترافك صانع ألعاب قذرة ومصائد لزجة لا نهائية، ويختار المساحة ويقنن اللعبة والتفاصيل والحدود، ويخترقك...في ذاتك ومنظومتك الفكرية. . ، ثم تطعن غيرك بأنه مصنوع أو مهووس ..! وبهذا لا تحاول أن تبدع أو تترك غيرك يبدع، بل تترجم عمليا كيف تكون يائسا تابعا في ثوب عامل، وترينا كيف تناضل في الأقفاص التي حددها لك خصمك الذي تقول عنه بنفسك أنه شيطان يرتب الأمور ليجلس على عرشه للأبد .. وتخون كل عمل وكل عامل يحاول كسر الصندوق الذي حشرت رأسك فيه، وإذا انتقدك أحد تقول أرنا عملك! وحين تصل لأي نتيجة كقصر من الرمال على شاطئ البحر ترفع صوتك... بالقدر المسموح فقط، وتزايد! وتشارك هذا الخصم الشيطاني في مؤامراته! وحملاته! الصحوية والفكرية... وتتباكى على الشرع حينا وعلى الليبرالية أحيانا بعد تسميتها اعتدالا... كل هذا اللهاث لكي يتركك في حالك..والمبرر جاهز ومعلب! ...وجذر الانحراف هو تصورك أن خصمك العالمي إله ! فكريا وماديا، وأنه من الثوابت الزمانية... وتتناسى أنه بشر .."إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون "
الصَبرُ وَالإِقدامُ فيهِ إِذا هُما ** قُتِلا فَأَقتُلُ مِنهُما الإِحجامُ"
"الصَبرُ وَالإِقدامُ فيهِ إِذا هُما **
قُتِلا فَأَقتُلُ مِنهُما الإِحجامُ"
لا نجاة إلا بالإسلام كاملا مهما بلغت التضحيات، فالخسائر مع الخذلان أشد ومذلته تمتد للآخرة ..
الليبرالية الغربية مثل الإسلام العروبي مثل اليسار العالمي ، كله وهم وهم نظري!
بل وهم متناقض غير مكتمل، حتى نظريا!،
مجرد فذلكة للرعاع واجترار للأكاديميين والقصاصين والمتأكلين والحالمين البله...
عناوين لمبادئ! تصبح فجأة نسبية ومتلونة ذات تفسيرات
حين تتصل بأي مطامع مادية أو معنوية للكبار..،
تصبح مطاطة حين تمس أي رصيد من
ضغائن ضدنا أو ضد غيرنا..،
وتواطؤهم مع المتسببين في كل مآسي العالم جلي بين لغير أعمى البصيرة،
بل منهم من هو نتاج صناعتهم الخاصة..
والكبار في بقعة لاعقي أحذية في غيرها..والدهماء عبيد لمن يحكم، والنخب
تجار.. بعضهم يركبهم الدولار، وبعضهم مركوب مباشر للشيطان
لكن سنن الله تعالى ثابتة غالبة:
" مِن عادَةِ التاريخِ مِلءُ قَضائِهِ **
عَدلٌ! وَمِلءُ كِنانَتَيهِ سِهامُ"
"فَإِذا جَرى رَشداً وَيُمناً أَمرُكُم ** فَاِمشوا بِنورِ العِلمِ فَهوَ زِمامُ"
"فَإِذا جَرى رَشداً وَيُمناً أَمرُكُم ** فَاِمشوا بِنورِ العِلمِ فَهوَ زِمامُ"
المعارضة المروضة " الذكور ثم الإناث" قال شوقي: "وَمِنَ البَهائِمِ مُشبَعٌ وَمُدَلَّلٌ ** وَمِنَ الحَريرِ شَكيمَةٌ وَلِجامُ"
"وَمِنَ البَهائِمِ مُشبَعٌ وَمُدَلَّلٌ ** وَمِنَ الحَريرِ شَكيمَةٌ وَلِجامُ"
المقادير ليست بيد أحد غير الله تعالى... واليأس وهم بغيض. "وَقَفَ الزَمانُ بِكُم كَمَوقِفِ طارِقٍ * اليَأسُ خَلفٌ وَالرَجاءُ أَمامُ"
"وَقَفَ الزَمانُ بِكُم كَمَوقِفِ طارِقٍ * اليَأسُ خَلفٌ وَالرَجاءُ أَمامُ"
الأحد، 10 يناير 2016
وَوَبَشُ الكلام : رديئُه..
أرهقني صاحبي .."فلان قال ما لا يليق ..."وهو يعلم أن هذا مجرد عرض للأراجوزات وقطاع الطريق، ليقولوا ويفعلوا ما لا يليق، ولا يسعون لتمثيل دور سواه...
فماذا تنتظر..
يا صاحبي :
لا تسرف في متابعة الصغار لكيلا يتلف عقلك وقلبك، لكيلا ينقضي عمرك في السفاسف، أو في المفضول -على أحسن تقدير -وتضيع الأفضل ...
كوننا في ظلام الليل ونعايش تعاسة قاع الجاهليات المبتذلة المخمورة هذه مسألة لا تحتاج أمثلة لتوضيحها، ومن لم يعلم هل هو واقف أم جالس، ويتهمك بالتشدد عند كل منعطف تريه فيه أنه ساقط في ذاته وفهمه وفي تقزم غاياته ومضمونها، وساقط في الحساب البحت وفي المروءة.. فكيف تثبت له هذا بدليل فرعي يحتمل التجاوز عنده،
ولن تتلمس العلم أو الخبر من فم من لا يألوك خبالا ولا يدخر في تضليلك جهدا ولا مالا ولا عرضا مسرحيا، ..اذهب فحك أنفك أو شم زهرة ..وإن كنت عاقلا فاقرأ ديوانا من الحكمة لتتلمس مخرجا بدل هذه الدائرة اللزجة في تقرير المعلوم بداهة .
الجمعة، 8 يناير 2016
الاثنين، 4 يناير 2016
لا تقلدوا النخب التي تتعلق بقشة أو تتصنع ذلك، هل تريدون أن تصنعوا من نعال عدوكم أبطالا، هل تريدون أن تلدغوا من ذات الجحر مرارا، تؤتون من ذات التصرف وذات الفكرة مجددا، هل أنتم جادون في الالتفات لأبي لهب وهو يطاردكم والبحر أمامكم لتتعاملوا معه بالآية الكريمة التي تدعوكم لمحاورته وقد نزلت بعدها آيات كريمة تبين الواجب المختلف بعدما تغير الموقف، هناك خلل عقلي وترداد للعناوين دون فهم المضامين والاعتبارات ودون الوعي للضمانات والتبعات ولا فهم ماذا بعد .
نصيحة
قال لي أحدهم:
يا بني لا يفلح عادة من يستهين بالتخصص ويستهين بالخبرة بهذا الشكل ..سواء في البيان أو في الفهم..
يا بني أعز شيء الأدب… أدب النفس ويؤتون من قبله فيطيشون ..وبدونه فاغسل يديك ولا تعول ولا تؤمل….
يا بني سترى الصغير صغيرا في كل شيء، في اهتماماته، وتصرفاته وردود أفعاله، وتعليقاته وأخلاقه ومواقفه.
فاجتمع الحب حبًا كله خبل* * ناء ودان ومخبول ومختبل"
ما يسمى بالشرق الأوسط…
فاجتمع الحب حبًا كله خبل* *
ناء ودان ومخبول ومختبل"
القراقوزات القومجيون يا هيكل في موقف سخيف، عين في الرز واستعمال الدين، وعين في الحب المحرم لإيران… والقلب لا يحب الأتراك، وهم يعلمون قدر التفاوت صلة الطرفين بالأمريكان، رعاة الدورة، لكنهم ليسوا أصحاب مبدأ.. تربيتك، المكايدة والتزوير والكذب الفخيم ثم النكسات الكبرى ...
الأحد، 3 يناير 2016
النفاق... تأملات.
في أزمان معينة يتدسس بعض أهل الضلال تدسسا كتدسس أفاعي النفاق، محاكاة منهم لأحبار السوء قديما..
يقلدونهم وهم يحرفون ملتهم شيئا فشيئا، ولا يصرحون بهدمهم لها، ولا يكتفون بما نقضوا وبدلوا منها، ولا يقفون عند مرحلة أبدا..
هي نعومة جلد الحيات وهدوئها، والحكمة الهجينة في تسويق الباطل،
.. رغم أنه ليس نفاقا اصطلاحا، فالمنافق يظهر الإسلام كما هو - لا الشهادتين فقط- وينكر ما ينسب له من نواقض وزندقة وهرطقة واستخفاف وتكذيب وتآمر إذا جد الجد، في حين أن هؤلاء يظهرون كثيرا من الباطل المنافي لأصل الدين، لكنها ضرورة تسويق المرحلة الجديدة من التيه ونقض عرى الإسلام،
فيشبهون المنافقين الأوائل نوعا ما هنا، في تملصهم كالثعابين، فهم لا يجاهرون بالجحود كله في جلساتهم العلنية، ولا يدخرون عداوة ولا مكرا في جلساتهم الخاصة وأدبياتهم الملتوية، وفي لحن القول والتلميحات والسيماء، وفيما بين الأسطر، وفي المآل التدريجي والتسليم الممنهج لبعضهم بعضا،…
وعند أي نقاش وبحث جاد تراهم يلبسون الحق بالباطل وهم يعلمون، ويكتمون الحق، ويشترون به ثمنا قليلا…شهوة أو شهرة أو كسوة أو سلامة عابرة …
السبت، 2 يناير 2016
في ذكرى اجتفال الضالين بسقوط غرناطة.. حول سقوط غرناطة
لطلبة العلم وبعض أصدقائي من الباحثين والإعلاميين الذين انزلقوا لمراكز البحث الممولة: تسمية كل دين وكل ملة وكل رؤية بأنها :" مذهبية وأيديولجية وطائفية" ما هي إلا وسيلة للتنقص والإسقاط برواسب الكلمات دون ضابط عقل أو بيان علم، وهذه الرواسب المصنوعة في خرابات العولمة الثقافية المزعومة الللادينية العاهرة كما لا يخفى على متابع، وكل هذا الإسقاط من ذوي الياقات يتم تلقائيا ومبدئيا وكمقدمة، دون مناقشة حالة الاسم ولا المضمون، ولا مناقشة مرجعية التصنيف، وهي المرجعية الغربية الرأسمالية غالبا، والتي تقدم من عل، وكأنها عقل عالمي موحد جديد، وكأنها قالب مصبوب مقدس ! للإنسانية، وعجب من ليبرالي لديه نمط ويحده تابوه كما يسميه... هي إنسانيتكم التي لا يفرقها عن البهيمية إلا الاسم، حالتكم المجردة من الروح ومن الحق ومن الأخلاق، كل هذا لصالح الشك الأعمى الهوسي والنسبية البلهاء.. ربطات العنق في التلفاز والأقلام غربية المداد نتاجها المستنسخ هو قول يتحكم في سره القائل، والحق هو التوسط بالإنصاف والموضوعية، وتحديد المعايير قبل الوصف، وتعيين مرجعية الحكم والقيم ومصدرها! لكن التشويه سياسة متعمدة لأنها حرب فكرية يغلفها عنوان خداعي، وليس الأمر سياسة نقاش وبحث، وبهذا صارت الألفاظ كافية لإنهاء وإلهاء وترهيب المخالف، وهذا لما للألفاظ من دلالات تصمها، بسبب التعصب أحيانا والخطأ في إعمالها دائما..
تسمية كل دين وكل ملة وكل رؤية بأنها :" مذهبية وأيديولجية وطائفية" ما هي إلا وسيلة للتنقص والإسقاط برواسب الكلمات دون ضابط عقل أو بيان علم،
وهذه الرواسب المصنوعة في خرابات العولمة الثقافية المزعومة الللادينية العاهرة كما لا يخفى على متابع،
وكل هذا الإسقاط من ذوي الياقات يتم تلقائيا ومبدئيا وكمقدمة، دون مناقشة حالة الاسم ولا المضمون، ولا مناقشة مرجعية التصنيف، وهي المرجعية الغربية الرأسمالية غالبا، والتي تقدم من عل، وكأنها عقل عالمي موحد جديد، وكأنها قالب مصبوب مقدس ! للإنسانية، وعجب من ليبرالي لديه نمط ويحده تابوه كما يسميه...
هي إنسانيتكم التي لا يفرقها عن البهيمية إلا الاسم، حالتكم المجردة من الروح ومن الحق ومن الأخلاق، كل هذا لصالح الشك الأعمى الهوسي والنسبية البلهاء..
ربطات العنق في التلفاز والأقلام غربية المداد نتاجها المستنسخ هو قول يتحكم في سره القائل، والحق هو التوسط بالإنصاف والموضوعية، وتحديد المعايير قبل الوصف، وتعيين مرجعية الحكم والقيم ومصدرها!
لكن التشويه سياسة متعمدة لأنها حرب فكرية يغلفها عنوان خداعي، وليس الأمر سياسة نقاش وبحث، وبهذا صارت الألفاظ كافية لإنهاء وإلهاء وترهيب المخالف، وهذا لما للألفاظ من دلالات تصمها، بسبب التعصب أحيانا والخطأ في إعمالها دائما..
الجمعة، 1 يناير 2016
حي الشباب العاملين "وينهض قومٌ بالحديد إليكم * نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل وحتى نرى ذا الضغن يركب ردعه * من الطعن فعل الأنكب المتحامل وإنا لعمر الله إن جدَّ ما أرى * لتلتبسن أسيافنا بالأماثل بكفي فتى مثل الشهاب سميْدعٍ * أخي ثقةً حامي الحقيقة باسل" أبو طالب دفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم…تلقاها بالقبول أكابر من المحدثين لجلالة متنها وسياقها...