في المطار تبين أنه حتى بعد الثورة لم تنته هذه المرحلة
وربما يلزمها وقفة مليونية لغسل الأدران والافتراء، الذي بني كله على تلفيق وانتحال وتعذيب
القوائم على الكمبيوتر كما هي، وبمجرد دخولنا ظهر على الشاشة كلام لا نعلمه، فأوقفونا.. ولا ندري أي كلام يبرر تعليق دخول المرء لموطنه! دون تهمة قانونية معلومة محددة، وحقوق مفهومة، بل وربما يساق لمعتقل!
فقال الضابط ستنتظر معنا قليلا..
فتعجبت..
وأشاروا على بالجلوس في ركن من الصالة مخصص لمن ينتظرون هذا الأمر العجيب
ووجدت مجموعة فتيات فلسطينيات! يدرسن قادمات من الأردن، وتم احتجازهن أيضا معي لوقت لا أعلم مداه
ولو كن أمريكيات أو صهيونيات لربما مرقن كالبرق!
ثم اثنين مصريين تم صرفهما سريعا، وقال لي الرئيس لما سألته وهو يرى الحالة الصحية والأجهزة برقبتي وظهري
إننا سنتصل نسأل؟ ولم يقل يسأل من؟ ومن له الحق في أن يقول؟ وماذا سيقول؟ وبأي منطق
وإن كنت مدانا أو متهما فبماذا ولماذا وكيف وأين القضاء والقانون والمحامي والشفافية؟ أعلمني بحالي وأعطني فرصتي
لأدفع عن نفسي وأطلب ما يتوجب عليكم تجاهي طبقا للوائح العرفية والشرعية والقانونية! ويكون موقفي وتوقيفي معلوما
ومعلنا وواضحا وتتحملون نتيجة عطلتي وثمنها! ماديا وصحيا ومعنويا! أليس هذا هو العدل
أن أعاقب بحق أو أترك بحق
لا أن تخضع لمزاج فرد وبشكل عشوائي لا رابط له ولا ضابط ولا توثيق لأي حدث فيه
وانتظرت بجانب الفتيات ربما ثلث أو نصف ساعة وقال لي ضابط ءاخر افصل أشياءك وحاسوبك وهاتفك واجعل حقائبك مستقلة لأنها ستتعرض لتفتيش خاص
ففعلت
وبعد بعض الوقت جاء ءاخر وقال لا تقلق لم يعودوا يؤخرون عادة كثيرا ولا يتوقع الاختفاء كما كان إلا فيما قل
وبعد قليل جاء أحدهم بالبسبور وقال
تفضل...
والملاحظ أن الفظاظة والغلظة والسماجة متوفرتان في عدد من الضباط
والكبت فقط بعد الثورة بسبب خوفهم من الشعب
فالضابط من هؤلاء يتعامل بنفس الوجه والتعبيرات والألفاظ
وبنفس العقلية التي تفترض أنك لا يمكنك أن تسأل فضلا عن أن تجاب!
ولا حتى أن ينظر لك ويفهمك
وأنه لا شأن لك بحياتك وبما سيجري معك ولك وفيك
لكن ما يكبته هو الجو الجديد فتخرج الأمور بأقل مما كانت قبلا من فمه ولسانه لكنها هي هي
وهذا ما نريد أن نسعى لتغييره ليتعلم
أن الناس ليسوا مجرمين ولا عبيدا صما بكما عميا عنده
وأن الكلام وقراءة الحقوق على صاحبها فضلا عن الابتسامة والتهذيب واجبات وليست منحا
من شخص يفترض أنه موظف وراتبه من قوتك ليخدمك وتخدمه كل في مكانه في إطار احترام
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق