الثلاثاء، 16 أبريل 2024

تفسير أول سورة النساء (( يا أيها الناس اتقوا ربكم





رأيته يبتهل "‏‎‎رحماك يارب  رحماك  ..زحزحنا عن النار واحطنا بمغفرتك"
وتأملت بعدها كلمات الآية:  (يا أيها الناس).. (من نفس واحدة) 
 وقلت

 انظر ما يفعله بعض بني الإنسان- عالميا- ببقيتهم، وتأمل حاجة الخلق إلى الهدى والمنهج الصحيح، وإلى سلطان حكم الحق، المربي بمنهجه والرادع بقوته، وإلى الدين الخالص الذي يشرع فيه ترك هذه النسبية الأخلاقية البئيسة، وترك ذاك الحياد المزعوم، المتواطئ جبنا أو طمعا.... لأن البشر بغير ذلك الدين - حاكما مهيمنا ضابطا- يكبحون الصلاح رويدا رويدا فِي بلادهم وفي العالم، فهم رغم دعاواهم بالإصلاح مفسدون كما ترى في أغلب الأحيان، فتصلحهم حالة الصغار وتمنعهم من إتلاف الأرض.

 
وتأمل لماذا يجعل الإسلام الوازع قويا في الإنسان والمجتمع، ويجعل حمل الأمانة غير اختياري، ويجعل تذكر التكليف والاستسلام شيئا متجددا يوميا، وليس مجرد كلمة في أول العمر أو كل فترة أو مرة على شفير القبر ، وكيف يجعل الواعظ الداخلي حيا متكررا، وعلى مدار الساعة والحال والحدث، وكيف تتدفق الحيوية في الصادق المؤمن بحق أكثر من غيره ..  ويكأن الحق الحنيف يمنح كذلك طاقة لنفس القيمة المشتركة حين يعتنقها العبد الموحد بحق.
 

يقول رب العالمين: (يا أيها الناس..) 
خطاب للبشرية كافة، للعالم الآدمي كله..
ويذكر سبحانه (خلقكم من نفس واحدة..)
وهذا كله موح بالعدل والخضوع والعبودية، ومؤد للتراحم العام والخاص.

يقول شيخ المفسرين الطبري رحمه الله عن دلالة هذه الآية:

 ﻭﺃﻥ ﺣﻖ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻭاﺟﺐ ﻭﺟﻮﺏ ﺣﻖ اﻷﺥ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ، ﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﺏ ﻭاﺣﺪ ﻭﺃﻡ ﻭاﺣﺪﺓ= ﻭﺃﻥ اﻟﺬﻱ ﻳﻠﺰﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺣﻖ ﺑﻌﺾ- ﻭﺇﻥ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻼﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺐ ﺇﻟﻰ اﻷﺏ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ- ﻣﺜﻞ اﻟﺬﻱ ﻳﻠﺰﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺐ اﻷﺩﻧﻰ.

ﻭﻋﺎﻃﻔﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ، ﻟﻴﺘﻨﺎﺻﻔﻮا ﻭﻻ ﻳﺘﻈﺎﻟﻤﻮا، ﻭﻟﻴﺒﺬﻝ اﻟﻘﻮﻱ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﻀﻌﻴﻒ ﺣﻘﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻟﺰﻣﻪ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق