سواء مع فرعون وحاشيته والملأ أو الرعاع.
أو مع صخب القوم الظالمين وضوضاء الكذب مكتوبا! وفحيحه مسموعا.
ومع كل تصنع المنافقين وسماجتهم وسيماهم وتخبطهم وجو الأباطيل والتلفيق.
وتجاه عمى موتى القلوب المستهزئين، أو الذين لا يذكرون الله إلا قليلا أو يهربون ويشمئزون لقبح دواخلهم.
.. ومن ثم كانت من ضمن جوائز الصالحين في الجنة أنها دار السلام وليس فيها ابتلاء بملك أشرار أو بخلطة ظالمين مجرمين، فالجنة يسكنها صحبة من أهل الرضا مع الفائز الموفق، من أول أهليهم وزوجاتهم وذرياتهم وأحبابهم الذين أحسنوا، مرورا بكل أقرانهم وإخوتهم، إلى صحبة كل الذين أنعم الله عليهم وتزاورهم في الفردوس، وصولا إلى لقيا الرفيق الأعلى من النبيين والصديقين صلى الله عليهم وسلم .. فجائزة الطاعة والسير مشمرا قابضا وسط تلك الفتن أن ينال نعيم صحبة الذين أنعم عليهم!
منقول //
(( شرح صحيح مسلم
”: الصحيح الذي عليه الجمهور أن المراد بالرفيق الأعلى: الأنبياء الساكنون أعلى عليين، ولفظة رفيق تطلق على الواحد والجمع، قال الله تعالى: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}.وقيل: هو الله تعالى، يقال الله رفيق بعباده من الرفق والرأفة فهو فعيل بمعنى فاعل، وأنكر الأزهري هذا القول. وقيل: أراد مرتفق الجنة”. اهـ،
وقال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري :” في رواية المطلب عن عائشة عند أحمد ” فقال: مع الرفيق الأعلى، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء – إلى قوله – رفيقا ” وفي رواية أبي بردة عن أبي موسى عن أبيه عند النسائي وصححه ابن حبان ” فقال: أسأل الله الرفيق الأعلى الأسعد، مع جبريل وميكائيل وإسرافيل” وظاهره أن الرفيق المكان الذي تحصل المرافقة فيه مع المذكورين”، ثم قال:” وقيل بل الرفيق هنا اسم جنس يشمل الواحد وما فوقه والمراد الأنبياء ومن ذكر في الآية. وقد ختمت بقوله: {وحسن أولئك رفيقا} ونكتة الإتيان بهذه الكلمة بالإفراد الإشارة إلى أن أهل الجنة يدخلونها على قلب رجل واحد، نبه عليه السهيلي”. ثم قال: “ويحتمل أن يراد به الجماعة المذكورون في آية النساء. ومعنى كونهم رفيقا تعاونهم على طاعة الله وارتفاق بعضهم ببعض، وهذا الثالث هو المعتمد. وعليه اقتصر أكثر الشراح”.اهـ))