السبت، 16 نوفمبر 2019

قصة الإمام ابن عطية وجهاده وعمله بعلمه! .. الأندلسي صاحب تفسير المحرر الوجيز

تعلم فعل الإسلام في أهله حين حملوه وأخذوه بقوة.

قال عن تفسيره
"وجعلته ثمرة وجودي...."

**نشأ في ساحات الوغى وحضر الغزوات والرباط ولبس اللثام، فكان تفسيره تفسير خبير عالم بالواقع معايش للقضية، فكان نعم المفسر والقاضي في دولة المرابطين..
هو العالم القاضي المفسر المعروف بابن عطية وأبوه هو غالب بن عبد الرحمن ...

كان من تلاميذه علماء وأدباء! منهم ابن طفيل الشهير بقصته عن حي بن يقظان....
 وتفسير ابن عطية هو  الذي يعرف في زماننا باسم المحرر الوجيز.... وهو من مفاخر الأندلس...

وقد بذل عمره في تصنيف كتابه واستفرغ وسعه فيه، وشهد أهل الفنون بأن مقدمته أعجوبة فاخرة مرصعة بالفوائد وتدل على التبحر.

**الشراكة بين الأب والابن...
كان أبوه أحيانا يوقظه من النوم ويقول له قم يا بني اكتب كذا في موضع كذا من تفسيرك...

كان أبوه عالما متفكرا يرزقه الله بالفوائد والإلهام يأتي بباله فيضعه محتسبا في كتاب ابنه...لا بائعا للملكية الفكرية ولا لحقوق النشر المعنوية، وكان يشجع ابنه العالم المفسر على إتمام تفسيره هذا وعلى تدوين الخواطر وتقييدها، ويشاطره بعض النقاط...
"انظر: بغية الملتمس"

 هذه هي التربية،  والعلم حين يقترن بالعمل.. العلم حين يصدقه البذل والتضحية والفداء.... كان الإمام ابن عطية الأندلسي يخرج للجهاد لسنوات طوال ويكتب تفسيره في ذات الوقت وهو في الساحات وليس منكفئا في قصره تاركا المواقف الجسام..

كان والده حريصا على تحصيله للشهادات والإجازات ومتانة تكوينه، فمنذ عمر الرابعة عشرة بدأ معه اعتماد العلوم والفنون ...

وظل معه الشغف حتى وهو في طريقه للجهاد كان يمر بالعلماء ويحصل منهم الإجازات كإجازة في المفهم شرح صحيح مسلم... أجر العلم والذكر وذروة السنام...

رحم الله الابن والوالد وألحقنا بهم على درب أهل الثغور العلماء العاملين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق