الاثنين، 11 نوفمبر 2019

تفكيك التنظيمات المتخبطة ضروري كتفكيك الجيوش والهيئات القضائية والمؤسسة الدينية

بعض المؤسسات والكيانات لا يمكن تطهيرها أو هيكلتها لإصلاحها، لأن الخلل عميق رغم وجود الخير في جوانب أساسية...

حين يكون الخلل بنيويا أو يصبح الكيان فتنة لأهله ينبغي تفكيكه وتركيبه ثانيا على قواسم واضحة وبهيئة صحيحة ..

وبعضهم لا يتخيل أن أحدا خارج كيانه أو - خارجا عنه-يمكنه أن يقدم له نصيحة مخلصة دون غرض! ، وأنها قد تكون نصيحة صحيحة! فالنقد عنده في صندوق القمامة أو له هامش لا يتعداه..

وأي توصية جوهرية عنده مرفوضة، فكيف تصح رغم أنها تخالف ما اجتمع عليه أغلب صفه الأول وخضع له صفه الثاني! وهذا معناه حقا خلل في تقييم كيانه وتضخيمه وتقديسه، وهذا خلل في الخطوط العريضة عقلا ودينا..

ولا يمكنه قبول أن كيانه بحاجة لإصلاح جذري وتغيير نفسي.. النفس الجمعية...

وقد ينشئ الكيان المعيب كوادر قوية لكنها منغلقة وناقصة أو موظفة في خانات خاطئة ومن ثم فجهودها الكبيرة مهدرة. 

ولا يعني ذلك أنه لا خير فيه، لكنه معيب عيبا قادحا، وهرم تنظيمه فاسد، وإن أصاب وأخفق...

وينبغي تغيير العوار عنده في فهم الشرع وتطبيقه، وفي استيعاب ثقافة الاستقلال التربوي...

وتجب إزالة النظام الذي أنشأ ذلك ورعاه، ثم ترتيبه من الصفر، وهذا أهون من دورات متكررة دامية. 

فك الكيانات وإعادة تكوينها ليس كفرا، وتسريح التنظيمات لا يبطل فكرتها، وتجديدها ليس هرطقة...

تعديل المبادئ التأسيسية وفهم الواقع ليس تبديلا للدين، بل ربما يرد الرؤية لركن مقلوب في فهم الملة والدنيا.

هناك غاية بعد العبودية تنمو في ظلالها هي بناء الإنسان المكرم وظهوره طائعا مستقلا! صاحب قضية منفتحا قويا، والكيان كذلك ..

 ولهذا فيمكننا- عند اللزوم - أن
نحل هذا العقد القائم، ونعقد ميثاقا جديدا لأفكارنا وشخصيتنا الاعتبارية، ولآلية المكاشفة والشفافية، والمحاسبة والحوكمة الداخلية، ومنهج الاستدلال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق