الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019

الرضا بقضاء الله تعالى

من مجلس مدارسة الرضا:


"أحيانا يتعلق الشخص بشيء معين أو وضع معين كأنه هو الخير وحده، أو هو الحياة وحده، أو هو السعادة وحده..
بل قد يصل لأن يكون هناك وضع ما معبودا دون تصريح....

يأتي الرضا ليكون الرجاء والسعي مع طمأنينة نفس... أي دون كبير توتر وجزع أو قنوط أو هلع."


"... الرضا ليس هو الخنوع السلبي أو السكون وعدم التغيير العام أو الخاص، لأن الرضا ليس مرحلة مستقلة أو مقاما منفصلا عن حقيقة الأمانة.. بل قرنوا الرضا بالتوكل فقالوا..
  "من أُعطي الرضا والتوكل والتفويض فقد كُفي"



" تطمئن لاختيار الحق بما كان ويكون بحكمته العلية، وأن تسعى بما بقي من طاقة - مستغفرا مصححا مسارك- عاملا في واجب الوقت، معتمدا بقلبك على مولاك.."


فالرضا إذا يتكامل مع الأمل والفأل والعمل/
فيكون السعي بالمتاح قدر الإمكان مع عدم نسيان العوامل الذاتية في المصيبة....

(قل هو من عند أنفسكم)
من الدروس: واجب المراجعة ومحاسبة النفس والتعديل والتوبة.. يتم بالالتفات للنقد والنصح والجدية في تصحيح الأخطاء أو حتى تصحيح فهم الميزان لو لزم الأمر..

ليست كل المصائب خللا في الغاية أو في الوسيلة، بل يبتلى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ويبتلى الأولياء والأخيار والفضلاء والنجباء وتبرز أرفع صور الإيمان والإحسان والصبر والثبات وعدم التبديل والاستمساك بذروة السنام والبذل والتواصي والذكر.




القضاء المبرم المحتوم كائن وربك اللطيف سيقف بجوارك إذا كنت من أهل الرضا بما قسمه لك.. وهذا اختيارك وفي مقدورك، لهذا أنت مكلف به..

تذكر الحقيقة الضخمة البسيطة التي تعلمها للأبناء:
أن الله يرى كل أفعالك وتصرفاتك...
وأنه لن يصيبك إلا ما كتب لك..
وأن عاقبة البلاء عقوبة إذا سخطت وأنه يتحول نعمة ورفعة إن صبرت وسددت.


   على المؤمن ألا يجزع من اختبار الله تعالى له.. والحزن لا يعني فقدان السيطرة ولا يبرر انعدام الصبر... ومن يتصبر يصبره الله..

كل ما صبرته احتسابا ستوفاه وكل ما تحملته سوف تكافأ عليه... والصبر ضياء في الدارين.. ينير ظلمة الامتحان وظلمة الحساب...لمن كان مستقيما محتسبا.



{وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}

 [التغابن: 11]
 "هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله، فيسلّم لها ويرضى"


قالوا:
  " إنه من رضي بقضاء الله جرى عليه فكان له أجر، ومن لم يرض بقضاء الله جرى عليه فحبط عمله".

... "إن أنت رضيت بما أُعطيت؛ خفّ الحساب عليك فيما أوتيت"...

"ارض بقضاء الله على ما كان من عسر ويسر؛ فإن ذلك أقل لهمّك!
وأبلغ فيما تطلب من آخرتك"


".... تسخط إن رأيت قضاءه مخالفاً لهواك؟ ولعل ما هويت من ذلك لو وُفّق لك لكان فيه هلكتك"....

الرضا/ " أحرى أن تُفرغ قلبك، ويقل همّك!"





عن عامر بن عبد قيس قال:

"ما أبالي ما فاتني من الدنيا بعد آيات في كتاب الله

"يعني قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}


 وقوله تعالى:

 {مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ}


وقوله تعالى:

 {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق