السبت، 7 يوليو 2018

حول: لا عيش إلا عيش الآخرة


كانوا يقولون وهم يحملون الصخور لبناء المسجد النبوي:

اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة** فاغفر للأنصار والمهاجرة..

كانوا يقولونها منشدين مرتجزين..
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحمل معهم، وها هو ينفض بيديه الشريفتين التراب عن عمار رضي الله عنه  ..

وكانوا يرتجزون أيضا:

هذا الحمال لا حمال خيبر **هذا أبر ربنا وأطهر...

يعنون أن حمل الطوب والتراب والجريد هنا خير وأفضل وأروع وأطهر من حملنا التمر والزبيب من خيبر قبل ذلك...

كانت أرقى وأنقى وأعلى تجربة عاشتها نفوس الناس عبر التاريخ، بحيادية المنصف وقبلها بكلمة الوحي الإلهي، ليس مرة واحدة ولا في القرآن الكريم فقط؛ بل في التوراة والإنجيل.
فقد وصل الوحي بالبشارة الزمان، وعبر القرون قبل ولادتهم...

وكان طبيعيا أن تحدث تراجعات عن المستوى الأول.. الأعلى .. المستوى الأول زمانا ومقاما وتفردا.. فارق نور وأمنة متوقع بعد وفاة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم

وكان معلوما بالوحي ومنتظرا بالتأمل أنه ستحدث بعد مرحلة النبوة اختبارات وامتحانات للحواريين.. أولها هو غياب شخص النبي صلى الله عليه وسلم.. وأثر ذلك على النفوس ونوازعها... ثم يبدأ تمحيص وفرز جديد عند كل موقف..

والعبرة بالسياق العام ومدى الحفاظ على الصراط المستقيم وكلياته قدر الوسع، والمطلب هو غاية الجهد البشري.. في بحر من البشر! وهؤلاء البشر لا يثبتون على حالة ملائكية...

ومحاولة التحليق باستمرار هي  الاختبار، والثبات هو المعيار...

الثبات: باختيار الخير عند كل مفصل؛ فالميزان ثابت خالد.. والمتجدد هو صنوف العلاج وصروف الوقت أو الوقت نفسه..

والمدد الرباني لا ينقطع أبدا وسبحانه لا يخذل من لجأ إليه ولا يحرم من اعتصم به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق