الإيمان قوة وعافية للقلب..
كان الشيخ الكفيف ورقة بن نوفل يحب أن ينصر الحق وقت المعاداة رغم حاله .. الوقت الذي يفر منه المنافق والجبان.. ولما جاء الوقت كان أهله حاضرين خالصين مخلصين.
... والعجب أنه رغم تعبهم في مكة وتعذيبهم بها فقد اشتاقوا اليها، حتى سيدنا بلالا رضي الله عنه... ولأنهم نجوم ويتم تربيتهم كأعلى وأصفى حواريين نبلاء فقد مروا بمحن وبلاء أشد، ليمحصوا ويرتقوا ويتمايزوا ويخلصوا وينالوا أشرف محل بعد الأنبياء صلى عليهم وسلم.. ودعا صلى الله عليه وسلم أن يحبوا المدينة كحبهم مكة أو أشد، وأن تزول الحمى منها ليتعافوا.. أبطال حقا، صبروا على فقدان الموطن وحتى على فقدان المنزل، كأهل الصفة الذين ناموا بالمسجد، وصبروا على الفقر بعد الغنى واليسار.. أول أسابيع المدينة لم يكن كله احتفالا.. كان هناك ابتلاء للفرسان بالمرض والحمى، درس ومفازة ومفرزة ودرجة جديدة ومختلفة وامتحان للقلب، جنبا إلى جنب مع ابتلاء الشعور بالغربة أو بالشوق للموطن وقيل في ذلك شعر للحنين لكنهم لم يترددوا وصعدوا الدرج بعزم .
... ومع تدريب التسامي فوق الوجع والجوع تصفو النفس وتخلص الذات، وتصل لمعان علوية، ولمقامات من السجود والقرب... بالتصبر، ويفرز ويمحص الجمع كله ويغربل! وينكص المفتون والمتردد البعيد، ويقتدي المتأمل المشاهد المسترشد بروعة الثبات وجمال اليقين والإخلاص.
لم يتم الوصول إلى المكارم دون صبر وبذل إذا .. وهذا الصبر كان يرتوي بالعلم واليقين والتعبد، ليتنزل وتحف السكينة ..
وهل كانت هجرتهم نهاية المتاعب.. انتهت نوعية ومرحلة، وبدأ عمل جديد، ونجحوا وحفظوا الأمانة وبلغوا، ووصلنا خيرهم وخبرهم وفوزهم ونصرهم.. لقد كانوا أسوة راقية بحق.. رضى الله عنهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق