غفر الله لكم يا أهل البقيع.. أهل النعماء والربيع.. أديتم ووقفتم... هو الفناء عن الفانية بالعطاء والتسامي والثبات.. هو (يؤمنون بالغيب) . هو طلب رؤية الحق، ولا ينظر إليه إلا أهل الرضوان. الذين هم هم. وأما الزمان هنا فمجرد رقم.. والموت ملابسنا وملاقينا على كل حال، وهو أول منازل عين اليقين وحق اليقين الأخروي. وإن كنا رأينا والله حق اليقين وعين اليقين بعد علم اليقين هنا، أمامنا وخلفنا وفي أنفسنا وحيث لا نحصي...لكن عمى الهوى وصممه هما غلافه ..
قال: أتخوفنا بالموت.. إنما هو خالقنا يتوفانا فيه. ونؤمن بما بعده أشد من إيماننا بما نرى ونسمع مما يحكى ويحاك.. فالحق بالاستقراء والبينة والبرهان والنور أجل وأجلى شيء في الكون . ولا يرجى من العيش إلا محاولة الصدق في مواقفه. ومساره، وإلا اختيار الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عند كل مفترق وفي كل وقت ومكان. والإقرار بالخطأ والاستغفار إن وقع.. ولا عصمة. تطهر من ماضيك ولا تركن إلى الذين ظلموا، وأولهم شرور نفسك والشيطان وأهله مهما لبسوا وادعوا المصلحة والعقل والدين أو اللادين... واجتنب عبادة الأرباب والآلهة البشرية والمعنوية... تعلم كيف تكفر بالأنداد والطواغي حقا وتحفظ توحيدك من الجاهليات والنقض والنقص، هاجر إلى ربك بروحك وتصورك واصبر. للراية أمانة، وحمل اللواء له شروط وحدود فلسنا مثلهم، لسنا بلا كتاب فوق دستوري يفصل بيننا. للإيمان أركان ولوازم، وليس هلاما وكلأ مستباحا، لكل شيء حقيقة وليس عدما تقديريا سائلا كما يهرف الآخرون. هذه المادية أوصلتهم للقذارة، ومن شم ريحها منا قام بتطويع الدين بها. لتعرف أهل الحق اعرف الحق، ولو صدقت وسعيت لن يتركك ربك، وهذا يطمئن من صدق وصبر وأخذ بالأسباب بقوة وأمانة ، والوعي من جملتها، واعلم أنه لا يعفي من تخاذل وجبن من الوعيد .. ولا تسقط الدروس والعبر المستفادة من كل مأساة ..والصادقون من علامتهم أنهم يتواضعون. أسس بنيانك بآلية فاعلة للتقييم والتقويم، وبضمانات احترافية مؤسسية للتصويب، فلا مصداقية للتغيير مع التعلق بالأشخاص ومع غلق آلية الاستنباط واحتكارها. واعلم أن التضامن المشروع لا يكون بشروط غير مشروعة، واحذر من حالة تجاهل فكرة الشرع الا للتعميم ودغدغة المشاعر، ومن تضييق المشورة . فالجميع يدفعون فعليهم عدم الانزواء وعليك عدم الانكفاء.
والله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرةً وأصيلاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق