والثبات نبات، فلو بذرت ثم صبرت وواظبت وداومت رزقت المحبة والتوفيق. وأما لو غرست ثم تركت وأهملت ماتت زرعتك..فراع نفسك في الأزمة، وارو روحك لتحيا ولا تذبل..
ولا تستسلم للحزن المذيب، بل كابده وتشاغل عنه.
بالوعي واليقين تواجه الحزن، لتهذبه... لا ليزول. ولا أقول لا تبال، بل تصبر وتعز، وخصمك مثلك، يتألم معدا وفاقدا كذلك، لكنه خاسر يائس من رحمة ربه، فعليك بالهمة، وهكذا هي الحياة، بالتعب والسفر وبألم تلك التمرينات وبعناء السهر للتعلم: ترتقي وتطهر وتقوى ..
وحسابات الإيمان تختلف، فالعقائد تصنع من الأبطال مستوى أعلى بعد الإسلام، كعلو الأقمار على الأحجار.
ولا تقل ما متطلبات النصر ليحصل، فلا شيء كذلك بمعنى الشرط وجواب الشرط الفوري، ولا وعد بجزاء حتمي، إلا الجنة..
ولا نوم عن السعي، هذه مجموعة تضحي وتمهد لمن يأتي.. ومن يأتي لا يأتي ليترفه وينام، بل ليضحي هو أيضا، ليصل ويرتفع وينال درجته ورتبته، وكل أيام الدنيا كذلك.. شرطك السعي نحو تحقق الخيرية لتتشرف بها، وليس تحقق التمكين لتناله.. هذا الآخر له شروط بعضها عليك وبعضها خارج عن الأسباب، وله عامة أوان وسنن، بعضها خارج تكليفك وقدراتك ......
كل ما عليك قبل البناء وعند كل مرحلة الحرص على تصحيح العقيدة والمنهج، وترك كل ما يبطل عملك، وما نهيت عنه، وتحقيق التوحيد عمليا دخولا في سلطان الله تعالى حكما وتوليا ومناسكا... وهذا يشمل الفرد والكيان، وكل المواقف، والأخذ بالأسباب بوعي وحساب دون رعونة جزء من واجبات النصر المشروعة.
وبعد كمالها ينتظر الأوان بالتفويض.. قد جعل الله لكل شيء قدرا.