الأربعاء، 6 مايو 2015

الترف

لفهم موضوع الترف من القرآن والسنة، ولاستيعاب تصرفات المترفين،  وإدراك واجب المسؤولية الجماعية والشخصية :


قال تعالى : " واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه "
[هود/116 ]

وقال تعالى :
" ارجعوا إلى ما أترفتم فيه "
[الأنبياء/13]

وقال تعالى : " أخذنا مترفيهم بالعذاب"
[المؤمنون/64 ]

**والسنة النبوية الشريفة مرصعة بنصوص تنهي عن الترف وتذمه، وبدرر حول التنعم المعتدل، وحول الزهد والتقلل.

**الترف له تبعات تفسد الدنيا والآخرة، وتوثر على خيارات المرء عقيدة ومنهجا وعلى كل سلوكياته ..

الترف عادة يفسد المجتمع، ولا يبقي بقية للتراحم والتكافل والإنفاق على المحتاج..

**الترف قد يؤدي لاعتداء مجتمعات على غيرها للحفاظ على مستوى معيشتها.. كالاستعمار ولو بين أبناء الملة الواحدة..

**الترف قد يكون سببا! في إفساد القلب وبروده وقسوته وجموده..

  وقد يكون سببا في خلل الخواطر والتعلق بالدنيا،  ويكون مدعاة إلى الكبر والشعور الكاذب بالاستغناء ومن ثم الطغيان…

وهو نسبي في قدر منه، حسب السعة وحال القوم، ولكن هناك معالم خالدة ومعايير عالمية لا ينكرها إلا جاحد… فالمترف المدلل عادة يعرف بهيئته وسمته وهديه  مهما كانت ثقافته وخلفيته..

**حتى الفقير قد ينسى نفسه ويترف أحيانا أو يترف جزئيا…  زمانا أو موضوعا، فيغرق في فتنة .. ويجعل ذلك همه وغايته  ..

**قيل أن الترف مشتق من الإرفاه والتدليل،  وهو أن تترك الإبل تذهب للمياه في أي وقت شاءت.. فلا تخشوشن ولا تحزم معها، فلا تصلب أعوادها…ولا تقوى على السفر..

** ليس المطلوب  ترك الجمال والنظافة وترك الاعتدال ..  ومن التوسط التواضع ظاهرا!  أحيانا، لكسر علو النفس وعتوها.. فيتنزه القوم ويهذبون ذواتهم بترك بعض المباحات أحيانا فقط،  وبالتقلل منها والتصرف كفقراء والعيش بخشونة أحيانا لتربية الأبدان لتحتمل، ولكسر القلوب كي تترك التعالي والبطر والتقوقع، ولتعايش حال العباد وغير ذلك… وهذا من معالي الأمور..

**الترف ليس هو التمتع بطيبات الدنيا،  بل هو المبالغة في هذا المباح، ليصير إسرافا أو تبذيرا،  وليصير غلوا في المطالب وتكلفا في الكمال…غينقلب إلى المبالغة في التنعم والدعة ولين العيش ،

**الترف مبالغة، سواء كانت مبالغة في الكيف  أو في الكم .. بمعنى المواظبة في كل وقت وكل يوم على التنعم كأسلوب حياة  ..أو على التعمق في التنعم في وقت ما،  بآخر ما يمكن،  بإسراف..  سواء مع تباهي ومخيلة ومع عجب أو بدون…

** ليس القصد هو النهي عن الغنى وعن وجود النعمة والتمتع المتوازن بها ، بل النهي عن الإسراف في التعامل معها..

**الترف قد يؤدي للتنافس في متاع الدنيا وليس في علومها وعمارتها بالخير وغرس فسائلها، بل يقود إلى التنافس في أعراضها وزينتها،  وإلى التحول لنمط استهلاكي بعيدا عن التوسط والقصد،   والمترف لا يشبع،  بل يزداد نهما ، فالنفس رعناء شرهة ملولة متطلعة كسولة إذا تركت دون زجر وتهذيب وتربية وتقليم  ..

يؤدي الترف للتكاسل والنوم أو لاختيار العبادات السهلة على طبع صاحبها والضن بالنفس عن معالي الأمور وعظائمها ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق