الجمعة، 15 مارس 2024

موعظة رمضانية.

لا بأس أن تبكي هنا يا بني.. بل هو أولى مقام.. لا تضيع الفرصة، الساعة المباركة لا تعوض، ولا تعود لحظة فاتت.. إياك أن تطرد من رحمة  لا مثيل لها..

سبحانه له طرق لانهائية لجواب الدعوة ولتحقق الدرجة وتلقي النفحة.. لا يجذبنك هواك فتفشل فلا تنال نصيبك من كرم أرحم الراحمين.

معك فرص بعدد أنفاسك، وكل شروق يمر بك شاهد لك أو عليك.

تخيل أنك دخلت غرفة ممتلئة بالجواهر التي تحبها وبقيت فترة مسموح لك فيها أن تقتني ما تريد.. وأنك ستقابل من تحب بما في يديك، فهل يجدك خاليا صفر اليدين.

..تصور  أنك سرت في طريق عامر ممتلئ بالفرص والجوائز لمجرد صبر ساعة فساعة .. ثم يلتقي بك نبيك صلى الله عليه وسلم عند آخره، فيؤذن لك أو تحجب .. هكذا وأضعافه هي فرصك من رحمة أرحم الراحمين، فلا تعد خاليا يوم تبلغ الروح الحلقوم، وإياك أن تهلك، نعم فأنت من يسعى، إياك أن تظلم ذاتك وأن يرغم أنفك، وحذار أن تدرك نفحات العمر فتضيعها وتوبق نفسك.

قالوا لا يهلك على الله إلا هالك، يعني من غلبت آحاد خطاياه عشرات حسناته..

أنت مع الكريم سبحانه، فكل مشقة واختيار، بل حتى كل نومة تحتسبها وكل متعة تحسن النية فيها لك بها مزيد رشاد وهدى وأجر طيب.


خذ كتابك بقوة، لا عبث هنا، ولم تخلق سدى، وأنت مستخلف مؤتمن، أنت معين مكلف موظف لغاية، وأجرك أكبر من عملك بكثير، وعوضك أوسع من فقدك بكثير، وأبقى زمانا بما لا يقاس، وهو متاع خالص يوم القيامة وأصفى.

كل وخزة ولحظة وجع فما فوقها تصبر عليها سترتفع بها وتثبت ...

تعلم، وقم بعلمك وقف به موقفه، ووفه حقه، ولا تبال مصرعك بعدئذ، فإنما هي قرصة بعوضة وترى مقعدك، واصبر على ما أصابك كما صبر من هم خير منك على أشد وأشق منه.

تصبر وتعز وتأس وتثبت واستروح واعتصم، ولا تنحط لأسفل سافلين، لا بالابتذال ولا بتدني الطموح، ولا بتعمد التباطؤ وتأخر الصفوف، ولن تغير قدرك بالتثاقل، فلا تنزلن بك همتك عن غاية وسعك.

#نداء_الوعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق